نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 435
وإن الله تعالى يتعاهد عبده المؤمن بالبلاء ، كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية ، ويحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض . ( 1 ) وإن لله عبادا من خلقه ، ما من بلية ( 2 ) أو تقتير في الرزق إلا ساقه إليهم ، ولا عافيه أو سعة في الرزق إلا صرف عنهم . ولو أن نور أحدهم قسم بين أهل الأرض لاكتفوا به ( 3 ) . وإنه ليذود المؤمن عما يكره ، كما يذود الرجل البعير الأجرب عن إبله ( 4 ) . ما من مؤمن تمر عليه أربعون ليلة ، إلا تعاهده الرب بوجع في بدنه ، أو ذهاب مال . ولا بدله من ثلاث - وربما اجتمعت له - : أن يكون معه في داره من يؤذيه [ أو جار يؤذيه ، أو من في طريقه إلى حوائجه [ يؤذيه ] ولو أن مؤمنا على قلة جبل لبعث الله شيطانا يؤذيه ] ( 5 ) ، ويجعل الله له من إيمانه أنسا " ( 6 ) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " يقول الله تعالى : يا دنيا موري ( 7 ) على عبدي المؤمن بأنواع البلاء ، وضيقي عليه في معيشته ، ولا تحلو لي له فيسكن إليك " ( 8 ) . وقال أبو الصباح ( 9 ) : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما أصاب المؤمن من بلاء ، أفبذنب ؟ قال : " لا ، ولكن ليسمع أنينه وشكواه ودعاءه ، ليكتب له الحسنات ، ويحط عنه السيئات ( 10 ) . وإن الله ليعتذر إلى عبده المؤمن كما يعتذر الأخ إلى أخيه ، فيقول : لا - وعزتي - ما أفقرتك لهوانك علي ، فارفع هذا الغطاء ، فيكشف فينظر ما عوضه فيقول : ما
1 - المؤمن : 21 / ذيل 21 ، وفيه : عن أبي جعفر عليه السلام . 2 - في المصدر زيادة : تنزل من السماء . 3 - المؤمن : 22 / 23 . 4 - المؤمن : 22 / 25 . 5 - ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر . 6 - النص الموجود في المتن ملفق من عدة أحاديث من كتاب المؤمن : 22 / 26 ، 27 و 23 / 28 ، 29 . - يقال : مار الشئ يمور مورا ، إذا جاء وذهب . " النهاية - مور - 4 : 371 " . 8 - المؤمن : 24 / 33 . 9 - في المصدر : عن الصباح بن سيابة ، والظاهر هو الصواب . 10 - المؤمن : 24 / 34 ، باختلاف يسير .
435
نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 435