نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 105
بمنزلة فتنة " ( 1 ) . وقال عليه السلام : " يأتي على الناس زمان ، يبايع فيه المضطرون ، وقد نهى رسول الله عن بيع المضطرين " ( 2 ) . وقال عليه السلام - في خطبة له يذكر فيها فضل القرآن وشيئا من مواعظه - : " انتفعوا ببيان الله ، واتعظوا بمواعظ الله واقبلوا نصيحة الله ، فإن الله قد أعذر إليكم بالجليلة ، واتخذ عليكم الحجة ، وبين لكم محابه من الأعمال ومكارهه منها ; لتبغوا هذه وتتجنبوا هذه ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول : إن الجنة حفت ( 3 ) بالمكاره ، وإن النار حفت بالشهوات . واعلموا ، أنه ما من طاعة الله شئ إلا يأتي في كره ، وما من معصية الله [ شئ ] ( 4 ) إلا يأتي في شهوة ، فرحم الله رجلا نزع عن شهوته ، وقمع هوى نفسه ، فإن هذه النفس أبعد شئ منزعا ، وإنها لا تزال تنزع إلى المعصية في هوى . واعلموا - عباد الله - أن المؤمن لا يصبح ولا يمسي إلا ونفسه ظنون ( 5 ) عنده ، فلا يزال زاريا عليها ، ومستزيدا لها ، فكونوا كالسابقين قبلكم والماضين أمامكم ، قوضوا ( 6 ) من الدنيا تقويض الراحل ، وطووها طي المنازل . واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش ، والهادي الذي لا يضل ، والمحدث الذي لا يكذب ، وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان ، زيادة في هدى ، ونقصان من عمى . واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ، ولا لأحد قبل القرآن من غنى ، فاستشفوه من أدوائكم ، واستعينوا به على لأوائكم ، فإن فيه شفاء من أكبر الداء ، وهو الكفر والنفاق ، والغي والضلال ، واسألوا الله به ، وتوجهوا إليه بحبه ، ولا تسألوا به خلقه ، فإنه ما توجه العباد إلى الله بمثله .
1 - نهج البلاغة 2 : 62 / 151 ، من كلام له عليه السلام خاطب به أهل البصرة . 2 - نهج البلاغة 3 : 264 / 468 . 3 - في الأصل : حجبت ، وما أثبتناه من النهج . 4 - أثبتناه من النهج . 5 - الظنون : التي يظن فيها الظنون ، يعني أنها متهمة عنده ، انظر " الصحاح - ظنن - 6 : 2160 " . 6 - تقوضت الصفوف : تفرقت " الصحاح - قوض - 3 : 1103 " .
105
نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 105