نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 104
وقال عليه السلام : فإن أطعتموني حملتكم - إن شاء الله - على سبيل الجنة ، وإن كان ذا مشقة شديدة ، ومذاقة مريرة . وسبيل أبلج المنهاج أنور السراج ، بالإيمان يستدل على الصالحات ، وبالصالحات يستدل على الإيمان ، وبالإيمان يعمر العلم ، وبالعلم يرهب الموت ، وبالموت تختم الدنيا ، وبالدنيا تحرز الآخرة ، وإن الخلق لا مقصر لهم عن القيامة ، مرقلين ( 1 ) في مضمارها إلى الغاية القصوى . قد شخصوا من ( 2 ) مستقر الأجداث ، وصاروا إلى مضائق الغايات ، لكل دار أهل لا يستبدلون بها ، ولا ينفكون عنها ، وإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لخلقان من خلق الله ، وأنهما لا يقربان من أجل ، ولا ينقصان من رزق ، وعليكم بكتاب الله ، فإنه الحبل المتين ، والنور المبين ، والشفاء النافع ، والري الناقع ، والعصمة للمستمسك بها ، والنجاة للمتعلق به ، لا يعوج فيقوم ، ولا يزيغ فيستعتب ، لا تخلقه كثرة الرد وولوج السمع ، من قال به صدق ومن عمل به سبق " . فقام إليه رجل فقال : أخبرنا عن الفتنة . فقال : " لما أنزل الله تعالى قوله ( ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) ( 3 ) علمت أن الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله بين أظهرنا ، فقلت : يا رسول الله ، ما هذه الفتنة التي أخبرك الله بها ؟ فقال : يا علي ، إن أمتي سيفتنون من بعدي ، فقلت : يا رسول الله أوليس قلت لي في يوم أحد ، حيث استشهد من استشهد من المسلمين ، وحيزت الشهادة عني فشق ذلك علي ، فقلت لي : أبشر ، فإن الشهادة من ورائك ؟ فقال لي : إن ذلك لكذلك ، فكيف صبرك إذا ؟ فقلت : يا رسول الله ، ليس هذا من مواطن الصبر ، ولكن من مواطن البشرى والشكر . فقال : يا علي ، إن القوم سيفتنون بأموالهم ، ويمنون بدينهم على ربهم ، ويتمنون رحمته ، ويأمنون سطوته ، ويستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة والأهواء الساهية ، فيستحلون الخمر بالنبيذ ، والسحت بالهدية ، والربا بالبيع . فقلت : يا رسول الله ، فبأي المنازل أنزلهم عند ذلك ، أبمنزلة ردة ، أم بمنزلة فتنة ؟ فقال :
1 - أرقل في سيره : أسرع " الصحاح - رقل - 4 : 1712 " . 2 - في الأصل : في ، وما أثبتناه من المصدر . 3 - العنكبوت 29 : 1 ، 2 .
104
نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 104