بسم الله الرحمن الرحيم مقدّمة المؤلّف لهذه الطبعة وأفضل الصّلاة وأزكى التسليم على المبعوث رحمةً للعالمين ، وعلى آله الطيّبين الطاهرين المعصومين . ورضوان الله تعالى على أصحابه المنتجبين ، الذين ثبتُوا من بعده على الحقِّ ولم يغيّروا ولم يبدّلوا وكانوا للهِ من الشاكرين ، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أكتبُ هذه المقدّمة الجديدة وأنا بجوارِ ثَامِنِ الأئمّة علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، وقد رجعتُ لتوّي من زيارته ، وَلازلتُ على طهارتي ، وقد صلّيتُ صلاة المغرب والعشاء في حرمه ، ولستُ مبالغاً إذا قلتُ بأنّ مليونين من المصلّين رجالاً ونساءً شاركوني تلك الصلوات والابتهالات ، وكان دعائي أن يهدي الله أُمّة الإسلامِ لما فيه عزّتهم وصلاحهم ووحدتهم ، إنّها ذكريات جميلة وأعمال روحية جليلة سوف لن أنساها مَا حييتُ . أكتبُ هذه المقدّمة ، ويجول بخاطري ذلك الموقِفُ الرهيبُ الذي انتابني عندما قرّرْتُ أن أكتُبَ للنّاس قصَّة استبصاري لأوّل مرّة بعد الرؤية التي رأيتها . كما أذكر أنّني بقيتُ أكثر من شهرين بعد تأليف الكتاب ، وأنا أتخيَّر له اِسماً ، حتّى وقع بصري عندما استفتحتُ كتاب الله على الآية الكريمة رقم 82 من سورة طه والتي تقول : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) ، عند ذلك تفتَّقَ ذهني وأسميتُ الكتاب " ثم اهتديتُ " . وما كان يخطُرُ ببالي أنّ كتابي على صِغَرِ حجمِهِ سيلقَى تلك الشُهرةُ الفائقة ، فيُقبلُ عليه القرَّاءُ والباحثون ويولوه من العنايةِ ما لم تَحض به أكثر الكتب لأغلب المؤلّفين ، فقد فاقت عدد طبعاته الثلاثين ، كما بلغت ترجماتُه ستّ وعشرون لغةً عالمية ، وظنَّ بعضُهم بأنّ مؤلّفَهُ شخصيّةٌ وهميةٌ لا وجُودَ لها