responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 32


ولكن الله يقول : ( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً ) [1] وإنّه من معجزات الله سبحانه أن تخرج فضائل الإمام علي ( عليه السلام ) بعد ستّة قرون من الحكم الجائر الظالم له ولأهل بيته ، إذ لم يكن العبّاسيون أقلّ بغضاً وحسداً ونكاية وتقتيلاً لأهل البيت النبوي من أسلافهم الأمويين ، حتّى قال أبو فراس الحمداني في ذلك :
ما نال منهم بنو حرب وإنّ عظمت * تلك الجرائر إلاّ دون نيلكم كم غدرة لكم في الدين واضحة * وكم دم لرسول الله عندكم أنتم له شيعة في ما ترون وفي * أظفاركم من بنيه الطاهرين دم فإذا خلصت بعد كلّ تلكم الأحاديث ، وخرجت من تلكم الظلمات ، فلتكن لله الحجّة البالغة ، ولئلا يكون للناس على الله حجّة بعد ذلك .
ورغم أنّ أبا بكر كان هو الخليفة الأوّل ، وله من النفوذ ما قد عرفنا .
ورغم أنّ الدولة الأموية كانت تجعل عطاء خاصاً ورشوة لكلّ من يروي في حقّ أبي بكر وعمر وعثمان .
ورغم أنّها اختلقت لأبي بكر من الفضائل والمناقب الكثير ممّا سودت صفحات الكتب .
مع ذلك فلم يبلغ معشار عشر حقائق الإمام علي ( عليه السلام ) وفضائله .
أضف إلى ذلك أنّك إذا حلّلت الأحاديث المروية في فضائل أبي بكر ، وجدتها لا تتماشى مع ما سجّله له التاريخ من أعمال تناقض ما قيل فيه ، ولا يقبلها عقل ولا شرع ، وقد تقدّم شرح ذلك في حديث لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أمتّي لرجح إيمان أبي بكر .
ولو كان يعلم رسول الله أنّ أبا بكر على هذه الدرجة من الإيمان ، ما كان ليؤمّر عليه أُسامة بن زيد ، ولا ليمتنع من الشهادة له كما شهد على شهداء أحد



[1] سورة الطارق : 15 - 16 - 17 .

32

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست