سيّادتكم بخصوص كتاب " ثمّ اهتديت " استغربنا كثيراً لقولكم : ليس في الكتاب ما يناقض الدّين ولا النّظام ، ونحن كرجال دين لا يهمّنا النّظام بقدر ما يهمّكم فأنتم أدرى به منّا ، أمّا بخصوص الدّين فكيف لا يتعارض مع الشتائم والسّباب التي ذكرها التيجاني في كتابه والتي كفّر بها الخلفاء الرّاشدين والصحابة الأبرار وكذلك أم المؤمنين عائشة وخالد بن الوليد وغيرهم ، ونحن كما تعلمون لم نأخذ ديننا إلاّ عن هؤلاء ، فإذا كان هذا الكتاب يطعنُ في عدالتهم فأيُّ دين بقيَ لَنا . ثمّ قال لي مبتسماً ، ولمّا عرفتُ بأنّهم إنّما قدمُوا لنقد الحكم الذي صدر عنّي ، قلتُ لهم في هدوء : أطلبُ منكم أن تُعيدُوا قراءة الكتاب . قالوا : أي كتاب ؟ قلت : كتاب " ثمّ اهتديتُ " للدكتور التيجاني ، فضحك بعضهم واستغرب الآخرون . قلتُ : لا أطلب منكم أنْ تتشيَّعُوا مثلَهُ ، ولكن أطلب منكن أن تُحقّقوا في كلّ الأحاديث التي جاء بها ، فإذا وجدتُم كذباً منه أو تدليساً فسأحكم عليه بالسّجن لستّة أشهر وهي أقصى عقوبة التّدليس . أمّا وإنّي وجدته يروي من البخاري ومسلم والطبري وابن الأثير وابن سعد وغيرهم من علماء أهل السنّة والجماعة ، وراجعتُ بنفسي فوجدته صادقاً ولذلك حكمتُ بما تعرفون . فنظر بعضُهم إلى بعض واستأذنوا في الخُروج . شكرتُه مرّةً أُخرى على تواضعه وحسن أخلاقهِ وقلتُ : جازاك الله عنّي وعن أهل البيت خير الجزاء .