( 6 ) مقالة " ثُمّ اهتديت كتاب أهل البيت ( عليهم السلام ) " للدكتور التيجاني إنّ لأهل البيت كرامات ملموسة حتّى في أيامنا ، وكم نسمع من هنا وهناك بعض الشيعة يتكلّمون عن الكرامات التي عاشوها أو شاهدوها بفضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، كيف لا وهم أئمة الهدى وأعلام الورى ومصابيح الدّجى . وإذا كان عمر بن الخطاب لم يعرف قدرهم في زمانه فلقد دلّنا على عظيم شأنهم عند الله سبحانه عندما توسّل إلى الله تعالى بالعبّاس عمّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( 1 ) ، والعبّاس ليس هو من الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً ، وليس هو من الذين أوجب الله الصلاة عليهم كما يصلّى على نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وليس هو من الذين افترض الله على المسلمين مودّتهم وليس هو من الذين أورثهم الله علم الكتاب ، وليس هو من الذين سلّم الله عليهم في محكم التنزيل فقال : سلام على آل يس ، وليس هو من الأئمة الذين أوجب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على الأمّة اتّباعهم والركوب في سفينتهم ، وليس هو من الذين ورثوا علم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . ولكن ومع ذلك فإنّ الله سبحانه استجاب لعمر بن الخطاب لأنّه توسّل بقرابة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولو أنّه توسّل بعلي وفاطمة والحسن والحسين لرأى من ذلك العجب العجاب ، ولنزلت عليهم بركات السماء والأرض ، ولأكلوا من فوق رؤوسهم ومن تحت أرجلهم . والمهمّ هو أنّ عمر بن الخطاب كشف لنا أمراً مهمّاً جدّاً وأظهر لنا ما كان
( 1 ) راجع الحديث في صحيح البخاري 2 : 16 ، كتاب العيدين ، أبواب الاستسقاء ، السنن الكبرى للبيهقي 3 : 352 ، الآحاد والمثاني 1 : 270 ، المعجم الكبير 1 : 72 ، الاستيعاب لابن عبد البر 2 : 814 ، وغيرها من المصادر .