ونواهيه ثُمّ ما تواتر عند سائر المسلمين من تعاليم الإسلام ، وتركِ السّجال للمجال البحثي فقط بعيداً عن التنابز وفضاضة التعامل مع المسلم أو سوء الظن به . * الجواب : كلامكم في هذا الطرح منطقي جدّاً ، ولكنّه غير ممكن لاختلاف المسلمين على أصول الإسلام الجامعة ، فإخواننا من الشيعة يعدّونَ الإمامة أصلاً من أُصول الإسلام ، بينما لا يعتقد إخواننا من أهل السنّة بذلك ويعتبرونَها أمراً سياسيّاً دنيويّاً ولا علاقة له بالدّين ، ومن هذا الاختلاف نشأتْ كلّ الخلافات الأُخرى من تفسير وتأويل للقرآن الكريم ومن قبول أو رفض للسنّة النبويّة المتمثّلة في الأحاديث النبويّة التي تواترتْ عند البعض وأُهمِلتْ عند البعض الآخر ، كما اختلفوا في رواة الحديث من الصّحابة فضلاً عن التّابعين ، فمن كان عند هذا ثقة وصدوق كان عند الأخر كذّابٌ وضّاع . وهذا الخلافُ ليس بجديد وإنّما هو قديمٌ بقدم الإسلام ، ولعلّه نشأ في حياة الرّسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من يوم الرّزية أو من يوم الغدير ، لأسباب وظروف سجَّلها القرآن الكريم كما بيّنَها نبيُّ الإسلام في الكثير من أحاديثه ، ويكفينا دليلاً واحداً ما سجّله التأريخ من اختلاف الصّحابة بعد موت النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على الخلافة وما سبَبته من انقسام ومن حروب دامية مزّقت الأمة وخلقتْ منها مذاهبَ وطوائف ، فكان واجباً على كلّ مسلم مفكّر أنْ يبحثَ عن الحقيقة المطموسة لينجُوَ أمام الله ويدخل الجنّة . ثمّ بعد هذا أنا أوافقكم على تركِ السجال للمجال البحثي فقط بعيداً عن التنابز وفضاضة التعامل مع المسلم أو سوء الظنِّ به . * * جاء في سؤالكم الثاني : ألا زلتَ ترى أن كلّ ما رواه أهل السنّة هو حجّة عليهم ؟ وإذا كان كذلك ألا تعلم أنه يستطيع كلّ ناصبي ومرجئي وخارجي