نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 139
للعباس فور انتهاء عمر من كلامه : " عدلت عنا " ، فقال له العباس : وما علمك ؟ فقال علي : قرن بي عثمان وقال : كونوا مع الأكثر ، فإن رضي رجلان رجلا ، ورجلان رجلا ، فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف ، فسعد لا يخالف ابن عمه عبد الرحمن ، و عبد الرحمن صهر عثمان لا يختلفون ، فيوليها عثمان ، أو يوليها عثمان عبد الرحمن ، فلو كان الآخران معي لم ينفعاني ، بله أني لا أرجو إلا أحدهما " ( 12 ) . ويلاحظ أن عبد الرحمن بن عوف إمعانا منه في التمويه بدأ بالإمام علي وعرض عليه الخلافة ولكن بعد أن وضع شرطا يقطع مسبقا بأن الإمام سيرفضه ، وهو العمل بسيرة أبي بكر وعمر إلى جانب العمل بالكتاب والسنة ، وقد حصل ما توقعه من رفض الإمام لهذا الشرط ، فثنى بعرض الأمر على عثمان الذي رضي بذلك الشرط ، فصار خليفة على المسلمين ( 13 ) . ثم إن الصلاحيات التي أعطيت لعبد الرحمن بن عوف تدل على أنه سيفعل ما فعل ، لذلك قال علي لعبد الرحمن بعد أن ولى الخلافة لعثمان : " حبوته محاباة ، ليس هذا بأول يوم تظاهرتم فيه علينا ، أما والله ما وليت عثمان إلا ليرد الأمر عليك " ( 14 ) . وعندما أخذ الناس يبايعون عثمان ، وتلكأ علي ، أرادوها فرصة للقضاء عليه ، إذ قال عبد الرحمن : " ومن نكث فإنما ينكث على نفسه " ، فرجع علي يشق الناس حتى بايع عثمان وهو يقول : خدعة وأيما خدعة " ( 15 ) . أما بالنسبة للإجراء الثاني ، فإنه كان إجراء احتياطيا ، إذ ربما استطاع علي أن ينتصر على منافسيه الخمسة ، أو ينتصر أبناؤه على أبنائهم ، ولكنهم لن يستطيعوا الانتصار على الجناح الأموي المستحكم في الشام ، المالك للقوة والمال والنفوذ ،
139
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 139