responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 346


الله وقطع عنه أسباب الهداية وفي معناه قوله تعالى : " إنك لا تهدي من أحبت " [117] وقوله : " وما أنت بمسمع من في القبور " [118] والآية كالإكمال للتفصيل الذي في قوله : " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه مجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله " [119] .
ثم يقول الله تعالى لرسوله : بل أتظن أن أكثرهم لهم استعداد لسماع الحق ليتبعه . أو استعداد عقل الحق ليتبعه فترجوا اهتداءهم فتبالغ في دعوتهم ( إن هم إلا كالأنعام ) أي أن أكثرهم لا يسمعون ولا يعقلون . أي أنهم ليسوا إلا كالأنعام والبهائم في أنها لا تعقل ولا تسمع إلا اللفظ دون المعنى ( بل أضل سبيلا ) أي من الأنعام . وذلك أن الأنعام لا تقتحم على ما يضر ها . وهؤلاء يرجحون ما يضرهم على ما ينفعهم . وأيضا الأنعام إن ضلت عن سبيل الحق . فإنها لم تجهز في خلقتها بما يهديها إليه . وهؤلاء مجهزون وقد ضلوا [120] .
إن طابور الأهواء لم يبنوا شركهم على التعقل . بل اتبعوا في ذلك أهواءهم بغير علم . لقد ظلموا أنفسهم أولا فأدى بهم هذا الظلم إلى ركوب طريق الضلال . يقول تعالى : " بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله " [121] قال المفسرون : كان مقتضى الظاهر أن يقال : بل اتبع الذين أشركوا . ولكنه قال : ( بل اتبع الذين ظلموا ) فوصفهم بالظلم ليتعلل به ما سيصفهم بالضلال بعد ذلك في قوله : ( فمن يهدي من أضل الله ) فالظلم يستتبع الإضلال الإلهي . قال تعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين * ويفعل الله ما يشاء ) * [122] .
إن الرسالة الخاتمة كانت رحمة من الله للعالمين . لقد قامت بتعرية طريق السلف الذي التقط المنهج الشيطاني . في أول الطريق . وقام بتعرية حججهم



[117] سورة القصص ، الآية : 56 .
[118] سورة فاطر ، الآية : 22 .
[119] سورة الجاثية ، الآية : 23 .
[120] الميزان : 224 / 15 .
[121] سورة الروم ، الآية : 29 .
[122] الميزان : 177 / 16 .

346

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست