فقال أحد أصحابه ساعتئذ :
تفسير " المعية " بالعلم ليس بمجاز ، بل هو حقيقة . لان قوله تعالى ( انني معكما أسمع وأرى ) معناه بالعلم باتفاق المفسرين ( 13 ) .
فقلت له :
إذا ذكرت " المعية " مطلقة غير مقيدة بظرف المكان جاز أن تكون بمعنى " العلم " . أما إذا ذكرت مقيدة بظرف المكان ، كما في قوله تعالى : ( وهو معكم ( أينما ) كنتم ) كانت حقيقة في الحضور ، وكان حملها على غير الحضور " مجازا " وتأويلا .
وبالجملة ، فإن وصف الله بالاستواء على العرش يجب الاقتصار فيه على " النص " من غير أن يزاد عليه عبارة " وهو في كل مكان بعلمه " ( 14 ) .
لأن هذه الزيادة - علاوة على كونها لم ترد عن المعصوم
