أمك أخبرني عن الله أحب علي بن أبي طالب يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم ؟ قال : لئن قلت : " لا " كفرت . قال : فقال :
قد علم . قال : فأحبه الله على أن يعمل بطاعته ، أو على أن يعمل بمعصيته ؟
فقال : على أن يعمل بطاعته . فقال له أبو جعفر : فقم مخصوصا .
وكذلك الصحابة رضي الله عنهم قد أخبر الله تعالى بأنه رضي عنهم ، وأمر بالاستغفار لهم . والرضا من الله صفة أزلية ، وهو سبحانه لا يرضى إلا عن عبد علم أنه يوافيه على موجبات الرضا ، ومن رضي الله عنه لا يسخط عليه أبدا ، وخبر الله لا ينسخ ولا يبدل ، ولا يجوز أن يتناقض أبدا ، ومن دفع خبر الله برأيه ونظره كان ملحدا .
وقد نهج بعض الشيعة - الرافضة - منهجا آخر في دفع نصوص الرضا عن الصحابة بقولهم :
إن الله قال : * ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك ) * ، ولم يقل :
عن التابعين .
قال محمد مهدي الخالصي - ويعد عند الرافضة من المجتهدين - : " لو أنه قال : لقد رضي الله عن الذين يبايعونك تحت الشجرة ، أو عن الذين بايعوك ، لكان في الآية دلالة على الرضا عن كل من بايع ، ولكن لما قال :
* ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك ) * ، فلا دلالة فيها إلا على الرضا عمن محض الايمان " .
وقال المامقاني :
" إن الآية إنما نطقت برضاه عن المؤمنين المبايعين تحت الشجرة ، ولم
