وليس حال عبد السلام بن صالح كذلك فإنه وإن كان وثقه جماعة فقد ضعفه آخرون ، فقال زكريا الساجي : يحدث بمناكير هو عندهم ضعيف .
وقال النسائي : ليس بثقة ، وقال أبو حاتم : لم يكن بصدوق هو ضعيف ، وقال ابن عدي : له أحاديث مناكير في فضل أهل البيت وهو المتهم بها ، وقال البرقاني عن الدارقطني : كان رافضيا خبيثا ، وكذا قال العقيلي وزاد في رواية عنه : أنه كذاب لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد [1] .
( قلنا ) : الجواب عنه من وجهين :
( الوجه الأول ) : أن هذا الجرح باطل مردود على رأي الجمهور والقواعد المقررة عندهم ، كما ستقف عليه إن شاء الله تعالى لأنه مبني علي أصل فاسد فهو بمنزلة المعدوم .
( الوجه الثاني ) : أنهم صححوا لرجال تكلم فيهم بأشد مما تكلم به في عبد السلام بن صالح ، ورموا بأسوأ مما رمي به من الكذب وسوء العقيدة مما يجب معه أن يكون حديثه أصح من حديثهم ، فقد صححوا لرجال كذابين متهمين بالوضع وفيهم من أقر على نفسه بذلك فصحح البخاري ومسلم لإسماعيل بن أبي أويس [2] .
قال أحمد بن أبي يحيى عن ابن معين : يسرق الحديث .
وقال إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين : يخلط ويكذب ليس بشئ .
وقال النسائي ضعيف ، وقال في موضع آخر : غير ثقة ولم يخرج له .
وقال ابن معين : روى عن خاله يعني مالكا أحاديث غرائب لا يتابعه عليها أحد .
