" على كل مسلم صدقة " قال : أرأيت إن لم يجد ؟ قال : " يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق " قال : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال : " يعين ذا الحاجة الملهوف " قال : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال : " يأمر بالمعروف أو الخير " قال : أرأيت إن لم يفعل ؟ قال : " يمسك عن الشر فإنها صدقة " متفق عليه .
14 باب الاقتصاد في العبادة قال الله تعالى ( طه 1 ، 2 ) : * ( طه ، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) * . وقال تعالى ( البقرة 185 ) : * ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) * .
142 وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة . قال : " من هذه ؟ " قالت : هذه فلانة تذكر من صلاتها . قال : " مه عليكم بما تطيقون ، فوالله لا يمل الله حتى تملوا " وكان أحب الدين إليه ما داوم صاحبه عليه . متفق عليه .
و " مه " : كلمة نهي وزجر . ومعنى " لا يمل الله " : لا يقطع ثوابه عنكم وجزاء أعمالكم ويعاملكم معاملة المال " حتى تملوا " فتتركوا . فينبغي لكم أن تأخذوا ما تطيقون الدوام عليه ليدوم ثوابه لكم وفضله عليكم .
143 وعن أنس رضي الله عنه قال :
" جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها وقالوا : أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر . قال أحدهم : أما أنا فأصلي الليل أبدا . وقال الآخر : وأنا أصوم الدهر ولا أفطر . وقال الآخر : وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا . فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال :
" أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ،