responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزهد وصفة الزاهدين نویسنده : أحمد بن محمد بن زياد ( ابن الأعرابي )    جلد : 1  صفحه : 39


وقال آخرون : ذلك قدر نيته إن نوى به حب البقاء والصحة وزوال الأمر ، فهو من حب الدنيا ، وإن كان فعل ذلك ليتقوى على أمر الله وطاعته ، فذلك على قدر نيته .
وقالوا لو أن رجلا طلب الدنيا ليأكل ويشرب ، ويلبس ويتمتع فيها ، وآخر تركها لراحة قلبه وجسمه ، وتلذذ بالفراغ والراحة ، كانا جميعا غير زاهدين ، حتى ينوي التارك لها بنية غير هذه ، إما ليفرغ منها لأنها تشغله عن الآخرة ، وإما لأن الله عز وجل ذمها ، وزهد فيها ، فذلك على قدر نيته أيضا .
وقالوا : لو تركها ، وجانبها ، ولها في قلبه قدر وموضع ، كان بذلك فاضلا ، معاملا ، مجاهدا ، ولم يكن بالترك زاهدا ، وإنما الزهد عندهم خروج قدرها ، إذ هي لا شئ .
قالوا : فذلك الزهد .
درجات الزهد ومن الزهد أيضا : الزهد في الرئاسة ، والمحاسنة ، والمحادثة ، والمعاشرة .
وأول الزهد : الزهد في الحرام ، ثم الزهد في المباح . وأعلى مراتب الزهد ، أن تزهد في الفضول ، والفضول كل مالك عنه غنى ، فكأنك تزهد في كل شئ إلا فيما أمرك الله ، أو فيما ندبك إليه ، مما يقربك إليه ، أو ما لابد منه ، وكل ما كان سوى ذلك فهو من الفضول ، وهو ترك ما لا يعنى .
وقال قوم : النار كهذه الأشياء ، وإن كان يحبها ، ويريدها ، إذا تركها مجاهدا لنفسه ، صابرا عنها ، إنه زاهد .

نام کتاب : الزهد وصفة الزاهدين نویسنده : أحمد بن محمد بن زياد ( ابن الأعرابي )    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست