بِسْمِ اللَّه ِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [ سورة التكوير ( 81 ) : الآيات 1 إلى 14 ] بِسْمِ اللَّه ِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ( 1 ) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ( 2 ) وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ ( 3 ) وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ ( 4 ) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ( 5 ) وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ ( 6 ) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ( 7 ) وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ( 8 ) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ( 9 ) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ( 10 ) وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ ( 11 ) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ( 12 ) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ( 13 ) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ ( 14 ) ورفع الشمس على أنّه فاعل لفعل مقدّر يفسّره المذكور تقديره إذا كوّرت الشمس كوّرت ولا يجوز إظهاره لأنّ ما بعده يفسّره وإنّما احتيج إلى إضمار فعل لأنّ « إذا » فيها معنى الشرط والشرط مختصّ بالفعل وعند البعض الرفع على الابتداء والأوّل أولى وجواب « إذا » علمت نفس ما أحضرت .
والتكوير التلفيف على وجه الاستدارة والمراد إمّا رفعها وإزالتها عن مقرّها فإنّ الثوب إذا أريد رفعه عن مكانه ويجعل في مكان يلفّ ويطوى فتكويرها عبارة وكناية عن رفعها وإمّا المراد لفّ ضوئها المنبسط فاللفّ على هذا مجاز عن إعدام ضوئها وفي الحديث إنّ الشمس والقمر نوران مكوّران في النار يوم القيامة ولعلّ نورانيّتهما يتّصل بالعرش وحرارتهما يتّصل إلى جهنّم . فإن قيل :
وما ذنبهما ؟ فالسؤال ساقط لأنّهما جمادان فإلقاؤهما في النار لا يكون سببا لمضرّتهما بل سبب لازدياد الحرّ في جهنّم أو ليعذّب بهما عبّاد الأنوار لا ليعذّبهما في النار وسبيلهما سبيل الملائكة الموكّلين بالعذاب كما قيل : إنّ السماء إذا طويت واحدة بعد واحدة يرمى بكواكبها في النار .
* ( [ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ] ) * أي تساقطت وتناثرت يقال : انكدر الطائر من الهوى إذا نقضّ فإنّ السماء تمطر يومئذ نجومها فلا يبقى نجم إلَّا وقع على