للخفّة وكثرة الاستعمال وكان أهل مكّة يتساءلون عن البعث ويتحدّثون بينهم ويخوضون فيه إنكارا واستهزاء عن النبأ الخبر العظيم الَّذي له شأن وخطر أو لمّا كثر تساؤل المشركين عن شأن التوحيد والبعث قال سبحانه : « عن النبأ العظيم » وهو القرآن .
وفي الكافي عن الصادق عليه السّلام في هذه الآية قال : « النبأ العظيم الولاية » وعن الباقر عليه السّلام سئل عن تفسير هذه الآية فقال : « هي في عليّ عليه السّلام » كان أمير المؤمنين يقول :
« ما للَّه آية هي أكبر منّى ولا للَّه نبأ أعظم منّي » .
والقميّ عن الرضا عليه السّلام أنّه سئل عنه فقال : قال أمير المؤمنين : « ما للَّه نبأ أعظم منّي ، وما للَّه آية أكبر منّي ، ولقد عرض فضلي على الأمم الماضية على اختلاف ألسنتها فلم يقرّ لفضلي » .
وفي العيون عن الباقر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّ عليهم السّلام قال :
قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لعليّ عليه السّلام : يا عليّ أنت حجّة اللَّه وأنت باب اللَّه وأنت الطريق إلى اللَّه وأنت النبأ العظيم وأنت الصراط المستقيم وأنت المثل الأعلى » الحديث .
وفي الكافي في خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين عليه السّلام قال : « إنّي أنا النبأ العظيم وعن قليل ستعلمون ما توعدون » .
* ( [ الَّذِي هُمْ فِيه ِ مُخْتَلِفُونَ ] ) * فمصدّق به ومكذّب به والجملة وصف للنبأ بعد وصفه بالعظيم و « فيه » متعلَّق بمختلفون ، قدّم عليه اهتماما به ورعاية للفواصل وجعل الصلة جملة اسميّة للدّلالة على الثبات أي هم راسخون في الاختلاف فمن جازم باستحالته بقوله « 1 » : « إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا . . . وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ . . .
وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ » ومن مقرّ يزعم أنّ آلهته يشفع له كما قالوا « 2 » : « هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّه ِ » ومن شاكّ يقول « 3 » : « ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ » .