بِسْمِ اللَّه ِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [ سورة الفلق ( 113 ) : الآيات 1 إلى 5 ] بِسْمِ اللَّه ِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ( 1 ) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ ( 2 ) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ ( 3 ) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ ( 4 ) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ ( 5 ) يقال في المثل « هو أبين من فلق الصبح » والفلق بمعنى المفلوق كالصمد بمعنى المصمود والفلق أيضا الخلق لأنّ الممكنات بأسرها أعيان ثابتة في علم اللَّه مستورة تحت ظلمة العدم فاللَّه تعالى فلق تلك الظلمات بنور التكوين والإيجاد فأظهر ما في علمه من المكنونات فصارت مفلوقا عنها . قيل : إذا طلع الصبح تتبدّل الثقلة بالخفّة والغمّ بالسرور .
روي أنّ يوسف عليه السّلام لمّا ألقي في الجبّ وجعت ركبته وجعا شديدا فبات ليلة ساهرا فلمّا قرب طلوع الصبح نزل جبرئيل بإذن اللَّه يأمره بأن يدعو ربّه فقال :
يا جبرئيل ادع أنت واؤمّن فدعا جبرئيل وأمّن يوسف فكشف اللَّه ما كان به من الضرّ فلمّا طاب وقت يوسف قال : يا جبرئيل وأنا أدعو أيضا وتؤمّن أنت فسأل يوسف ربّه أن ينكشف الضرّ عن جميع أهل البلاء في ذلك الوقت فلا جرم ما من مريض إلَّا ويجد نوع خفّة في آخر الليل .
وقيل في الفلق : إنّه بيت في جهنّم إذا فتح صاح جميع أهل النار . في المعاني سئل الصادق عليه السّلام عن الفلق قال : صدع في النار فيه سبعون ألف دار في كلّ دار سبعون ألف بيت في كلّ بيت سبعون ألف أسود في جوف كلّ أسود سبعون ألف حبرة سمّ لا بدّ لأهل النار أن يمرّوا عليها ، والحاصل أمر من اللَّه لنبيّه والمراد جميع امّته .
* ( [ قُلْ ] ) * يا محمّد : أعتصم وأمتنع * ( [ بِرَبِّ ] ) * الصبح وخالقه * ( [ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ ] ) * من الجنّ والإنس وسائر الحيوانات ، وإنّما سمّي الصبح فلقا لا نفلاق عموده بالضياء عن الظلام كما قيل : « فجر » لانفجاره بذهاب ظلامه وقيل : الفلق المواليد