وعن الباقر عن أبيه عليهما السّلام أنّ أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام يتساءلونه عن الصمد فكتب : بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم أمّا بعد فلا تخوضوا في القرآن ولا تجادلوا فيه ولا تكلَّموا فيه بغير علم فقد سمعت جدّي رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله يقول : من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار وإنّ اللَّه فسّر الصمد فقال : * ( [ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَه ُ كُفُواً أَحَدٌ ] ) * لم يخرج منه شيء كثيف كالولد ولا سائر الأشياء الكثيفة الَّتي تخرج من المخلوقين ولا شيء لطيف كالنفس ولا ينبعث منه البدوات كالسّنة والخطرة والغمّ والنوم والبهجة والضحك والبكاء والخوف والرجاء والجوع والشبع فتعالى أن يتولَّد منه شيء لطيف أو كثيف ولم يتولَّد من شيء ولم يخرج من شيء كما تخرج الأشياء الكثيفة واللطيفة من عناصرها كالشئ من الشيء والدابّة من الدابّة بل هو اللَّه الصمد الَّذي لا من شيء ولا في شيء ولا على شيء .
وعن عبد خير قال : سأل رجل عليّا عليه السّلام عن تفسير هذه الآية فقال عليه السّلام :
هو اللَّه أحد بلا تأويل عدد ، صمد بلا تبعّض بدد ، لم يلد فيكون موروثا هالكا ولم يولد فيكون إلها مشاركا ولم يكن له من خلقه كفؤ . وقيل : إنّه سبحانه بيّن التوحيد بقوله : « اللَّه أحد » وبيّن العدل بقوله : « اللَّه الصمد » وبيّن ما يستحيل عليه من الوالد والولد بقوله : « لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ » وبيّن ما لا يجوز عليه من الصفات كاتّخاذ الصاحبة وأنّه ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض وأمثالها بنفي الكفويّة فحصلت الوحدانيّة البحت .
تمّت السورة بعون اللَّه