* ( [ وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ ] ) * أي وما كنت عابدا فيما سلف ما عبدتموه من الأصنام في الجاهليّة فكيف يرجى منّي في الإسلام .
* ( [ وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ ] ) * أي وما عبدتم في وقت من الأوقات ما أنا على عبادته وهو اللَّه فليس في السورة تكرار .
وقيل : هاتان الجملتان لنفي العبادة حالا كما في الأوّلين لنفيها استقبالا كما فسّره الطبرسيّ لهذا المعنى قال الزجّاج : نفى الرسول بهذه السورة عبادة آلهتهم عن نفسه في الحال وفي المستقبل وأعلمه اللَّه بحال هؤلاء أنّهم لا يؤمنون ولو قلنا بالتكرار فوجهه أنّ القرآن نزل بلغة العرب ومن عادتهم التكرار في الكلام إذا كان الغرض الإفهام والتأكيد كما يقول المجيب : بلى بلى ويقول الممتنع : لا لا ومثله « 1 » « كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ » قال الشاعر :
نعق الغراب ببين ليلى غدوة كم كم وكم بفراق ليلى ينعق * ( [ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ] ) * والياء إسكانها وفتحها سائغان في قوله : « ولي » وذكر في معنى الآية وجوه :
أحدها بحذف المضاف أي لكم جزاء دينكم ولي جزاء ديني فأقام المضاف إليه مقام المضاف .
وثانيها أنّ المعنى لكم كفركم ولي دين التوحيد وهذا إن كان ظاهره إباحة لكنّه وعيد وتهديد ومبالغة في الزجر كقوله « 2 » : « اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ » .
وثالثها أنّ الدين الجزاء فالمعنى لكم جزاؤكم ولي جزائي وحاصل المعنى أنّ دينكم الَّذي هو الإشراك مقصور لكم لا يتجاوزه إلى الحصول لي كما تطمعون فإنّ ذلك من المحال وإنّ ديني الَّذي هو التوحيد مقصور لي لأنّكم علَّقتموه بالمحال الَّذي هو عبادتي لآلهتكم واستلامي إيّاها .
قيل : هو منسوخ بآية السيف .
تمّت السورة
