واحدة والمراد أنّهم يفزعون عند البعث فيختلفون في المقاصد على جهات مختلفة ومثل قوله « 1 » : « كأنّهم جراد منتشر » .
* ( [ وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ] ) * العهن الصوف المصنوع ألوانا والنفش نشر الصوف والشعر والقطن وذلك لألوان الجبال ، شبّه خفّة الجبال وتلاشيها بعد رزانتها بالصوف المندوف في تفرّق أجزائها وتلوّن ألوانها كما قال « 2 » : « ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود » .
* ( [ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُه ُ ] ) * جمع الموزون وهو العمل الَّذي له خطر عند اللَّه لأنّ الحقّ ثقيل والباطل خفيف يعني يؤتى بالأعمال الصالحة على صور حسنة وبالأعمال السيّئة على صور سيّئة أي بصور جوهريّة مناسبة لها في الحسن والقبح فتوضع في الميزان فمن ترجّحت مقادير حسناته * ( [ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ ] ) * أي معيشة ذات رضى يرضاها صاحبها .
* ( [ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُه ُ ] ) * بأن لم يكن له حسنات يعتدّ بها أو ترجّحت سيّئاته على حسناته ، قال ابن مسعود : يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيّئاته بواحدة دخل الجنّة ومن كانت سيّئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار * ( [ فَأُمُّه ُ هاوِيَةٌ ] ) * أي مأواه هاوية ، هي من أسماء النار سمّيت بها لغاية عمقها وبعد مهواها روي أنّ أهل النار يهوي منها سبعين خريفا وعبّر عن المأوى بالأمّ لأنّ أهلها يأوون إليها كما يأوي الولد إلى امّه وأنّها تحيط بهم إحاطة رحم الأمّ بالولد أو لأنّ الأمّ هي الأصل في الكافر والعاصي . وقيل : معنى « فامّه هاوية » لأنّ العاصي يهوي إلى امّ رأسه في النار فامّ رأسه في جهنّم لأنّه يطرح فيها منكوسا وامّ الرأس الدماغ .
* ( [ وَما أَدْراكَ ما هِيَه ْ ] ) * فهي ضمير للهاوية والهاء للسكت والاستراحة يريد إنّك لا تعلم تفصيلها وأنواع ما فيها من العذاب ولو كنت تعلمها في الجملة .
ثمّ قال : * ( [ نارٌ حامِيَةٌ ] ) * حارّة شديدة الحرارة بحيث لا توصف .
تمّت السورة بعون اللَّه .