* ( [ يَوْمَئِذٍ ] ) * بدل من « إذا » * ( [ تُحَدِّثُ أَخْبارَها ] ) * أي تخبر الأرض ذلك اليوم ما عمل عليها قال النبيّ : أخبارها أن تشهد على كلّ عبد وأمة بما عمل على ظهرها تقول : عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا فيجوز أن يكون اللَّه أحدث الكلام فيها فتقدر على النطق ويجوز أن يظهر فيها ما يقوم مقام النطق فعبّر عنه بالكلام كما يقال : عيناك تشهدان بسهرك .
روي أنّ أبا اميّة صلَّى في المسجد الحرام المكتوبة ثمّ تقدّم فجعل يصلَّي هاهنا وهاهنا فلمّا فرغ قيل له : يا أبا اميّة ما هذا الَّذي تصنع ؟ قال : قرأت هذه الآية « يومئذ تحدّث أخبارها » فأردت أن تشهد لي يوم القيامة . فطوبى لمن شهد له المكان بالذكر والتلاوة والصلاة ونحوها ، وويل لمن شهد عليه بالزنى والشرب والسرقة والمساوي وإنّ للَّه على الإنسان سبعة شهود : المكان كما قال : « يومئذ تحدّث أخبارها » والزمان كما في الخبر « ينادي كلّ يوم : أنا يوم جديد ، وأنا على ما تعمل فيّ شهيد » واللسان كما قال « 1 » : « يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ » والأركان كما قال تعالى « 2 » : « وتكلَّمنا أيديهم وتشهد أرجلهم » والملكان كما قال « 3 » : « وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ » والديوان كما قال « 4 » : « هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ » والرحمن كما قال « 5 » : « كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً » فكيف يكون حال العاصي بعد ما شهد عليه هؤلاء الشهود وكان عليّ عليه السّلام إذا فرغ بيت المال صلَّى فيه ركعتين ويقول : لتشهدي إنّي ملأتك بحقّ وفرغتك بحقّ .
* ( [ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها ] ) * أي تحدّث الأرض أخبارها بسبب إيحاء ربّك لها وأمره إيّاها بالتحديث .
* ( [ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ ] ) * أي يوم إذ يقع ما ذكر « يصدر الناس » وهو قيامهم