والحكم للفريقين لا ينافي تفاوت عذابهم في الكيفيّة فإنّ جهنّم دركات .
* ( [ أُولئِكَ ] ) * المذكورون * ( [ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ] ) * البريّة جميع الخلق لأنّ اللَّه برأهم وأوجدهم بعد العدم أي هم شرّ الخليقة أعمالا وتقديم ضمير الفصل لإفادة الحصر كيف لا وهم شرّ من السرّاق لأنّهم سرقوا من كتاب اللَّه نعوت النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وشرّ من قطَّاع الطريق لأنّهم قطعوا الدّين الحقّ على الحقّ وشرّ من الجهّال الفسقة الأجلاف الَّذين يرتكبون المعاصي لأنّ الكفر مع العلم يكون كفر عناد فيكون أقبح من كفر الجهّال .
* ( [ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ] ) * ومعلوم أنّ كلّ مكلَّف ليس مكلَّفا بجميع الأعمال بل لكلّ منهم حظَّ فحظَّ الغنيّ الإعطاء والإنفاق والحجّ وأمثاله وحظَّ الفقير القناعة والصبر وهكذا * ( [ أُولئِكَ ] ) * المنعوتون من الإيمان والطاعة * ( [ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ] ) * واستدلّ بالآية على أنّ البشر أفضل من الملك لظهور أنّ المراد بقوله « إنّ الَّذين آمنوا » هو البشر . والبريّة يشمل الملك والجنّ .
* ( [ جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ] ) * بمقابلة إيمانهم وطاعاتهم دخول * ( [ جَنَّاتُ عَدْنٍ ] ) * قال ابن مسعود : عدن بطنان الجنّة ووسطها * ( [ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ ] ) * وجريان أنهار الجنّة بغير أخدود ، والألف واللام في « الأنهار » للتعريف منصرفة إلى الأنهار الأربعة المذكورة في القرآن فكما أنّ طاعة العبد كانت حاصلة وجارية ما دام كان حيّا فكذلك الأنهار الأربعة جارية له إلى أبد الآباد وكذلك يقتضي معاملة الكريم * ( [ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ] ) * متنعّمين بفنون النعم .
* ( [ رَضِيَ اللَّه ُ عَنْهُمْ ] ) * استيناف مبيّن لما يتفضّل به عليهم وهو جنّة روح المؤمن لأنّ رضى الربّ ألذّ من كلّ نعمة لروح المؤمن * ( [ وَرَضُوا عَنْه ُ ] ) * حيث بلغوا من النعم الغاية القصوى وأعطوا ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر * ( [ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّه ُ ] ) * إشارة إلى المذكور من الجزاء والرضوان كما قال « 1 » : « ولمن خاف مقام ربّه جنّتان » .