كمال التأثّر إلى أن يهلك نفسها من سرعة الجري ويجري الدمع في عينها غراما . وفيها من الفائدة من النسل والحمل واللبن والركوب ، فبيّن لهم سبحانه هذه الخلقة العجيبة النافعة ليستدلَّوا بها على قدرته في ما خلق من النعمة لأهل الجنّة فلا يستبعدونها .
* ( [ وَإِلَى السَّماءِ ] ) * الَّتي تشاهدونها * ( [ كَيْفَ رُفِعَتْ ] ) * رفعا بغير عماد ولا مساك بحيث لا يناله الفكر والوهم .
* ( [ وَإِلَى الْجِبالِ ] ) * الَّتي ينزلون في أقطارها وينتفعون بمياهها وكلائها وأشجارها * ( [ كَيْفَ نُصِبَتْ ] ) * نصبا رصينا فهي راسخة لا يمتدّ أوتادا للأرض قيل : وفيه إشارة إلى عالم المثال لأنّه متوسّط بين سماء الروحانيّات وأرض الجسمانيّات .
* ( [ وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ] ) * سطحا مبسوطا حسبما يقتضيه صلاح أمور ما عليها من الخلائق ولولا ذلك التسطَّح لما صحّ الاستقرار عليها والانتفاع منها ولو تفكّروا وتدبّروا فيها لعلموا أنّ لهم صانعا صنعهم وموجدا أوجدهم .
ولمّا ذكر سبحانه الأدلَّة أمر نبيّه التذكير بها فقال : * ( [ فَذَكِّرْ ] ) * الفاء لترتيب الأمر بالتذكير فقال : واقتصر على التذكير ولا يمنعك أنّهم لا يتذكّرون * ( [ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ ] ) * أي مبلَّغ * ( [ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ] ) * أي لست بمسلَّط تجبرهم على ما تريد كقوله « 1 » : « وما أنت عليهم بجبّار » وقرئ بالصاد على القلب لمناسبة الطاء بعدها أي لست عليهم بحافظ وقائم إنّما الواجب عليك الإنذار ، وإن كان هذا الأمر قبل نزول آية الجهاد .
* ( [ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ ] ) * أي أعرض عن الذكر ولم يقبل منك وكفر باللَّه وبما جئت به فكل أمره إلى اللَّه وقيل : معناه « إلَّا من تولَّى وكفر » فلست له بمذكّر لأنّه لا يقبل منك فكأنّك لست تذكّره وقيل : إنّ الاستثناء منقطع وهو الأظهر أي لكن من تولَّى وكفر و « من » موصولة لا شرطيّة .
* ( [ فَيُعَذِّبُه ُ اللَّه ُ الْعَذابَ الأَكْبَرَ ] ) * الَّذي هو عذاب جهنّم حرّها شديد وقعرها