أناجي معه كلَّما قال : يا ربّ ! أقول : لبّيك ، انتهى .
فلو قيل : إذا كان المراد من الآية زكاة الفطرة وصلاة العيد كيف يكون والسورة مكيّة بالإجماع ولم يكن بمكّة عيد ولا صدقة فطر ؟
فالجواب أنّه لمّا كان في علم اللَّه أنّ ذلك سيكون أثنى اللَّه على من فعل ذلك فإنّه قد يخبر بما سيكون .
* ( [ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا ] ) * إضراب عن مقدّر ينساق إليه الكلام كأنّه قيل :
لا يفعلون ذلك بل تختارون اللَّذّات العاجلة وتسعون لتحصيلها وترجّحون جانب الدنيا على الآخرة مع أنّ في حلالها حسابا وفي حرامها عذابا .
* ( [ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى ] ) * حال من فاعل « تؤثرون » مؤكّدة للتوبيخ أي تؤثرونها على الآخرة مع أنّ الآخرة سعادة أبديّة والدنيا مبغوضة ومبغوض ما فيها إلَّا ذكر اللَّه .
* ( [ إِنَّ هذا ] ) * إشارة إلى ما ذكر * ( [ لَفِي الصُّحُفِ الأُولى ] ) * جمع صحيفة وهي الكتاب . والصحيفة المبسوط من كلّ شيء كصحيفة الوجه والمعنى أنّ تطهير النفس عن رذائل الشرك وتكميل الروح بالمعارف الإلهيّة والجوارح بالطاعة والإعراض عن ملهيات الدنيا لا يجوز أن يختلف باختلاف الشرائع بل هذا التكليف ثابت ولا يختلف باختلاف الأنبياء ، فالأصول متّحدة من لدن آدم وإنّما الاختلاف في بعض الفروع الَّتي هي الشرائع والشروط « إنّ الدين عند اللَّه الإسلام « 1 » » فإن كان تغيير وتبديل فبالكيفيّة والترتيب .
* ( [ صُحُفِ ] ) * جدّك * ( [ إِبْراهِيمَ ] ) * الخليل * ( [ وَمُوسى ] ) * أخيك الكليم . تمّت السورة .