استعارة تمثيليّة نحو قوله : « 1 » « أَتَيْنا طائِعِينَ » * ( [ وَحُقَّتْ ] ) * من قولهم : هو محقوق بكذا وحقيق به أي شأنها ذلك بالنسبة إلى الآمر القاهر أي أهل وحقّ أن لا يتخلَّف عن القدرة و « حقّت » جملة معترضة مؤكّدة لما قبلها لا معطوفة عليها .
* ( [ وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ ] ) * أي بسطت بإزالة جبالها وآكامها عن مقارّها وتسويتها بحيث صارت كالصحيفة الملساء وقيل : زيدت سعة وبسطة من أحد وعشرين جزء إلى تسعة وتسعين جزء لوقوف الخلائق عليها للحساب وإلَّا لم تسعهم . من مدّه إذا كان بمعنى أمدّه أي زاده . وفي الحديث « إذا كان يوم القيامة مدّاللَّه الأرض مدّ الأديم العكاظيّ » لأنّ الأديم إذا مدّ زال كلّ انثناء فيه واستوى ، وعكاظ كغراب سوق بين نخيلة والطائف بصحراء كانت تقوم هلال ذي القعدة وتستمرّ عشرين يوما تجتمع قبائل العرب فيتعاكظون أي يتفاخرون ويتناشدون .
* ( [ وَأَلْقَتْ ما فِيها ] ) * أي رمت الأرض ما في جوفها من الموتى والكنوز إلى ظاهرها ويكون إخراج الكنوز عند خروج الدجّال لا يوم القيامة وإخراج الموتى عند البعث ويوم القيامة وقت متّسع وهو من أشراط الساعة * ( [ وَتَخَلَّتْ ] ) * عمّا فيها غاية الخلوّ حتّى لم يبق فيها شيء منه كأنّها تكلَّفت في ذلك أقصى جهدها كما يقال : تكرّم الكريم وترحّم الرحيم إذا بلغا جهدهما في الكرم والرحمة .
* ( [ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ ] ) * أي انقادت الأرض في الإلقاء والتخلَّي وهي حاقّة بذلك الانقياد ، ذكره مرّتين لأنّ الأوّل بالنسبة إلى السماء والثاني بالنسبة إلى الأرض فليس بتكرار ، وجواب « إذا » محذوف للدلالة وتقديره إذا وقعت هذه الأمور كان من الأهوال ما يقصر العبارة عن بيانه أو التقدير يرى حينئذ الإنسان ثواب عمله وعقاب عمله .
* ( [ يا أَيُّهَا الإِنْسانُ ] ) * جنس الإنسان الشامل للمؤمن والكافر كأنّه قال : يا فلان ويا فلانة * ( [ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً ] ) * الكدح جهد النفس في العمل والكدّ فيه بحيث يؤثّر فيها من كدح جلده إذا خدشه والمعنى أنّك جاهد ومجدّ وساع