كما أنك - من جهة أخرى - لا تريد هذه الرحمة لمرة واحدة ، بل تريد دوامها ، واستمرارها في الدنيا والآخرة ، وفي كل حال ومجال .
وخلاصة الأمر : إننا ندخل من باب الرحمة إلى عالم الفيوضات الإلهية اللامحدود والذي لا ينضب . ونحصل على كل مقتضيات سائر صفات الذات الإلهية المقدسة وعلى كل شيء ، ونحل بذلك كافة مشاكلنا ، وفي كل حين فنحصل على الرزق ، والشفاء ، والغفران ، والتوبة ، الخ . .
ولا توجد أية صفة أخرى سوى الرحمانية والرحيمية قادرة على تلبية حاجات الإنسان ، وتحقيق طموحاته ، وتحصينه من اليأس ، الخ . .
كلمة « الرَّحْمَنِ » علم أم صفة ؟ :
وآخر ما نلفت النظر إليه هنا هو : أنه تعالى ، قد جعل كلمة « الرَّحْمَنِ » صفة للفظ الجلالة . مع أن البعض يدَّعي : أنها قد أصبحت علماً بالغلبة ، فكيف يصح وصف العلم بالعلم ؟
ونقول :
إن صيرورتها علماً بالغلبة غير ظاهر ، ووصف لفظ الجلالة بها دليل على أنها لا تزال صفة . وقوله تعالى : * ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ
