خلقاً ، ومن رازقيته رزقاً ، ومن حكمته تدبيراً ، ومن قوته وانتقامه وجبروته حماية ورعاية ، ومن عزته عزاً ، ومن كل صفاته الجمالية كمالاً وجمالاً ، وقوة ، وصحة ، وشفاءً ، وتوبة ومغفرة ، الخ . .
كل هذه الأمور وسواها مآلها إلى صفة الرحمانية والرحيمية فيه تعالى . فمن خلال الرحمة يصدر ذلك كله عن الذات الإلهية ، فيرزق تعالى ويشفي ، ويدبر ، ويقوي ، ويتوب ، ويغفر ، الخ . . لكونه رحيماً ورحماناً . ولا توجد أية صفة أخرى تستبطن هذه الصفات وسواها . فكلمة التواب ، أو الغفور ، أو الشافي ، أو الرازق ، الخ . . لا تقوم مقام رَحْمَنِ ورَحِيمِ . أي إن كلمة التواب مثلاً لا تقوم مقام الرازق أو الخالق ، لأنها لا علاقة لها بالرزق ، والشفاء . وكذلك كلمة الرزاق لا تقوم مقام غيرها من الصفات ، وهكذا . .
أما كلمة « الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ » ، فإنها تستدعي أن يشفيك الله لكونه إلهك الراحم ، وأن يقويك لأنه أيضاً إلهك الراحم ، وأن يتوب عليك ويرزقك لكونه كذلك إلهك الراحم ، وهكذا . .
فإذا دخلت من باب الرحمة ، فإنه يوصلك إلى مضمون سائر الصفات ، ويمكنك منها جميعاً .
