وحين قال ابن زياد لزينب رحمها الله : كيف رأيتِ فعل الله بأهل بيتك ؟
قالت : ما رأيت إلا جميلاً [1] .
وسأل الحسين « عليه السلام » القاسم ابن الحسن « عليه السلام » : يا بني ، كيف الموت عندك ؟
قال : يا عم ، أحلى من العسل [2] .
إلى نماذج كثيرة أخرى للرضي والتسليم والإيمان والاطمئنان ، والإحساس بالسعادة وبالفوز بلقاء الله سبحانه .
وهذه هي النعمة الحقيقية التي يختار الله الشهيد على أساسها ، ثم يمضي القرار الإلهي بها من خلال التكليف الإلهي ، ثم المبادرة العملية من هذا المكلف لإنجاز ذلك التكليف ، ويتوج ذلك بالاصطفاء ، الذي هو التعبير عن الرضى الإلهي الغامر .
أما المال والجمال والقوة وسوى ذلك فلن يستطيع أن يمنحك هذه السعادة ، التي قد يجدها الفقير المعدم ، ويفقدها الغني بماله ، الفقير بما سوى ذلك - بل إن أفقر الناس هم الأغنياء .
