ومع هذا ، فكيف نفسر قوله تعالى :
* ( . . فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ . . ) * ؟ [1] .
حيث عد سبحانه الشهداء أيضاً في جملة من أنعم عليه ، مع أنهم يواجهون الحتوف ، بشفار السيوف ، مع ما يصاحب ذلك من آلام ومشقات وأهوال ، ومحن .
هذا بالإضافة إلى الأنبياء الذين يواجهون المصائب والبلايا ، والعظائم والرزايا .
وخلاصة الأمر : إن هذا - وفق تصورهم - لا يتناسب مع نسبة النعمة لهم ، بل ذلك نقمة ، لأنه ليس إحساناً وتكريماً إلهياً . فكان المناسب أن يقول : صراط الذين أتعبتهم وأشقيتهم بالمصائب في سبيل هذا الدين .
ونقول في الجواب :
صحيح أن النعمة هي الشيء الحاصل للإنسان على سبيل الإفضال والتكريم منه تعالى . ولكن المهم هو أن ندرك نحن هذه النعمة ، ونعرف كيف نتلمسها ، وما هي المفردات التي تتجسد
