الجواب :
إنها غير متضادة ، لأننا إذا اهتدينا إلى علي « عليه السلام » ، وإلى الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين ، فإننا نهتدي إلى الإسلام . وإذا اهتدينا إلى الإسلام ، فإنه يهدينا إلى علي « عليه السلام » والأئمة « عليهم السلام » ، لأن المقصود بعلي هو علي المعصوم والهادي إلى الحق ، وليس المقصود هو الرجل المكون من لحم ودم وينشأ من هذا البيان سؤال ، وهو أنه : لماذا عدل سبحانه عن كلمة الإسلام ، أو علي ، أو الأئمة إلى كلمة الصراط ؟ أي لماذا لم يقل : إهدنا إلى الإسلام ، مثلاً ؟ .
ونجيب :
أولاً : إن الهدف هو الوصول إلى الله سبحانه ، ونيل درجات الزلفى لديه . والإسلام وسيلة للوصول إلى الهدف ، وعلي والأئمة « عليهم السلام » هم الإدلاء والهداة ، إلى تلك الوسيلة ، والمعينون على الوصول .
وقد أراد الله سبحانه من عدوله عن التصريح بذلك أن يشعر هذا الإنسان بأن ثمة غاية سامية ، وهدفاً مقدساً ، لا بد أن يسعى إليه ، ويسلك السبل الموصلة ، ويتطلب الهداية من الإدلاء عليه .
