responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة الفاتحة نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 158


الهداية والجبر الإلهي :
وقد ادَّعى بعض المفسرين : أن قوله تعالى : * ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ . . ) * يدل على صحة قول الأشاعرة : إنه تعالى هو فاعل الخير والشر . أما العبد فلا يوجد فعله ولا يخلقه . ولذا نسبت الهداية هنا لله تعالى ؛ فهو الذي يفعل ويوجد .
ولكنه نسب الضلال للعبد في قوله : * ( وَلَا الضَّالِّينَ ) * ، مع أن الله سبحانه هو الذي يضلهم - تأدباً معه تعالى . .
إذن فقوله تعالى : * ( اهْدِنَا ) * يمثل رداً على المعتزلة والرافضة .
ونقول :
إن هذا التأدب - لو صح - فهو دليل على قبح صدور ذلك منه تعالى . وإذا لم يجز نسبة القبح إليه تعالى لفظاً ، فما بالك بنسبته إليه وصدورها منه خارجاً ؟ !
إن المراد من - اهدنا - ليس هو إيجاد الهداية بطريق جبري وقسري وتكويني ، بل المراد : هو المساعدة في الهداية ، فإذا قلت لإنسان : ساعدنا على هذا الأمر ، فإنك أنت الذي تبذل الجهد ، وتعمل ، وتؤثر فيه بصورة مباشرة ثم يساعدك الآخرون .
وإذا كانت الهداية بمعنى الدلالة ، والتوفيق والتسديد ، فالأمر يصير أوضح ؛ فإنك إذا قلت لرجل : اهدني ودلني ، فإن دلالته لك لا تعني أنه قد خلق المعرفة فيك وأجبرك عليها . بل هو يدلك ، وأنت تختار أن تعمل بهذه الدلالة ، أو لا تعمل .

نام کتاب : تفسير سورة الفاتحة نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست