responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة الفاتحة نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 146


وكان لا بد أن يكون ذلك السلوك والعمل ، وتلك العبادة منسجمة مع طبيعة الهدف الذي يسعى إليه الإنسان ، وهو أن يحقق هذا الإنسان ذاته ، ويستجمع خصائصه ومزاياه الإنسانية ، ويقيم حالة من التوازن فيما بين تلك الخصائص والمزايا ، ليحقق من خلال ذلك انسجامها مع ذلك الهدف ، وتناغمها معه بصورة إيجابية وبنّاءة ودافعة للحركة الصحيحة باتجاهه ، ومن ثم باتجاه مواقع الزلفى والقرب من الله سبحانه وتعالى .
وبعبارة أخرى : إن الإنسان إنما يسعد بإنسانيته ، وبإقامة حالة من التوازن بين كل خصائصه ومزاياه وطاقاته بجميع تنوعاتها ، لأن حالة التوازن هذه هي التي تعطيه السلام والطمأنينة في ظل الرضى ، والرعاية الإلهية . وأي خلل واهتزاز في حالة التوازن هذه - بسبب اقتراف معصية ، أو بسبب تربية خاطئة - سيؤدي إلى اهتزاز هذا السلام النفسي وتقويضه ، وسينعكس سلباً على درجة القرب من الله سبحانه . قال تعالى : * ( أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) * [1] .
ومن الواضح : أن إقامة حالة التوازن هذه ، وسعادة الإنسان بإنسانيته ، ثم السعي نحو الله سبحانه لنيل درجات القرب



[1] الآية 28 من سورة الرعد .

نام کتاب : تفسير سورة الفاتحة نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست