به تعالى . ومن أجل ذلك كان التوحيد في الاستعانة معناه الحرية الكاملة والحقيقية ، حيث لا يشعر أنه بحاجة إلى أحد لأن الجميع لا يملكون ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً . ولأجل ذلك جاءت الاستعانة مطلقة ومن دون تقييد أو تحديد .
جبر أم اختيار ؟ ! :
وإذا لوحظت صيغة الآية فإنها تدل دلالة واضحة على أننا نحن الذين نختار أن نفعل ، ونحن الذين يصدر عنا الفعل الذي نختاره . فنحن نعبد الله ، ونحن أيضاً نعمل ونطلب منه تعالى أن يعيننا على ما نعمله ولذا قال : نعبد . نستعين . فلو كان هو الذي يعمل فلماذا نطلب منه العون ؟ ! ولماذا أيضاً ننسب العبادة إلى أنفسنا ؟ !
الاستعانة ، والعجب والرياء وغيرها .
ونقول أيضاً :
أولاً : إن إحساسنا بالحاجة إلى معونة الغير لنا ، معناه : أننا لا نملك القدرات الكافية لإنجاز الفعل بالاستقلال . وهذا من شأنه أن يبعد الإنسان عن الشعور بالعجب الناشئ عن الإحساس بالقدرة الفائقة ، وبالاستقلالية في التأثير .
ثانياً : إذا كان الإنسان يحسّ بالحاجة إلى الغير من الناس ، أو يشعر بالضعف أمامه ، فقد يلجأ إلى أن يتزلف له ، ويتقرّب
