القرآن وروايات أهل بيت العصمة والطَّهارة حتّى تتّضح المفاهيم العالية والحقائق النورانيّة .
وليس كلّ واحد من الأسماء الحسنى وأسماء وأوصاف القرآن والنبيّ الأعظم ( ص ) وبقيّة الأنبياء ، وكذلك العناوين الواردة في القرآن في كمال الإنسان وسقوطه يشابه الأسماء والألقاب والعناوين الاعتباريّة الَّتي يتعامل بها الناس العاديين ، كما أنّها ليست مستعملة في القرآن بعنوان التبرّك ، أو التعرّف بالأفراد وتمييز الواحد عن الآخر من جهة الحسب والنّسب ، أو بعنوان الاحترام .
إنّ تلك الأسماء يجب أن لا نتعامل معها معاملة لفظيّة فقط ، بل كلّ واحد منها ينطبق على المسمّى بتمام الدّقّة وكلّ واحد منها مرآة وعلامة على الحقيقة النورانيّة والعينيّة بشكل لا نهاية له .
وكذا كل واحد من أسماء وأوصاف الأنبياء أيضا يحكي عن مقام واقعيّ نورانيّ وجوديّ في وجودهم أي المتّحد مع وجودهم بل هو وجودهم .
فإذا أورد في القرآن كلمة « نور » أو كلمة « حكيم » فلا بدّ أن يعلم ما هو ذلك المقام النوراني ، وما هي آثاره ، وما هي حقيقة الحكمة ومقام الحكمة .
وكذلك إذا قيل : أنّ ابراهيم ( ع ) ( مسلم ) أو أنّ أيّوب ( ع ) ( صابر ) أو أنّ خاتم الأنبياء ( عبده ) فهذه حكايات عن الدّرجات العاليات وفوق العالية في وجودهم بشكل يكون ذلك المقام وتلك الدرجة النورانيّة عين وجودهم وأنّ وجودهم عين تلك المقامات ، وليس إطلاق ذلك مجرّد ألفاظ لأجل الاحترام أو بعنوان المحبّة الصرفة .
وأيضا فانّ ورود ألفاظ المقامات والدّرجات في القرآن مثل : الأبرار ، والمقرّبين ، والمخلِصين ، والمخلَصين ، وغير ذلك ، وهكذا ما يقابلها من الدركات مثل : الغافلين ، السّفهاء ، طبع على قلوبهم ، وغيرها ، ممّا يشير إلى الإنسان الصاعد مع الكمال ، أو الإنسان السّاقط مع الرّذيلة ، كلَّها حكاية عن ماهيّة وحقيقة وجود ذلك الإنسان ، لأنّ الإنسان مصنوع لعمله وعلمه ، ويستطيع من خلال العلم والعمل أن يجعل نفسه في مقام الإثبات لماهيّته كما يستطيع أن يجعل نفسه في مقام النفي ، وكذلك يستطيع بذلك أن يكسب ماهيّة جديدة لنفسه .
وأمّا ما يتعلَّق بمقامات أهل بيت العصمة والطَّهارة والأئمّة الأطهار والسيّدة الصّدّيقة الطَّاهرة عليهم السلام ، فانّ مقامات هؤلاء فوق الأنبياء ( ع ) وأنّهم مع النبيّ ( ص ) نور
