عباراتنا شتّى وحسنك واحد * وكلّ إلى ذاك الجمال يشير ومن هنا يتّضح وجه ما في الأدعية المعصوميّة تعليما لنا وعبودية للَّه سبحانه من الاستعاذة بكلمات اللَّه التي هي أسماؤهم الشريفة وحقائقهم الكلية الإلهية كما ورد في تفسير قوله :
* ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّه كَلِماتٍ ) * « 1 » ، * ( وإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّه بِكَلِماتٍ ) * « 2 » ، * ( ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّه ) * « 3 » ، وغير ذلك .
بل بغيرها مما هو بمعناها ، ففي « المتهجد » في الدعاء الخاص عقيب الثامنة من صلاة الليل : « أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أشرقت له الظلمات وأصلحت عليه أمر الأولين والآخرين » « 4 » .
وفي عوذة يوم الخميس : « أعيذ نفسي بقدرة اللَّه وعزة اللَّه . . . » « 5 » إلى آخر ما مر .
ومثله ما في عقيب الفجر « 6 » ، والكل إشارة إلى وجهه الباقي بعد فناء كل شيء ، كما في الأخبار المفسرة للآية وهو وجهه الذي ملأ نوره كل شيء وهو حيث لا يدركه شيء « 7 » ، كما في عوذة ليلة الجمعة في المتهجد « 8 » . فالتوجه إليهم توجه إلى اللَّه والاستعاذة بهم استعاذة باللَّه ، لأن اللَّه تعالى جعلهم أبوابه وصراطه ونوره
