على اللَّه أن يدخل الضلَّال الجنّة « 1 » .
قلت : في « مجمع البحرين » المطمر بكسر الميم الأولى وفتح الثانية خيط يقوّم عليه البناء ، ويسمّى الترّ أيضا وقال في التر : إنّه بالضم والتثقيل خيط البناء المطمر مثله ثمّ نقل الخبر وغيره « 2 » .
ومراد زرارة به في الخبر إمّا الضال عن الاستقامة المطلقة في الأصول والفروع وإمّا عن ولاية الأئمّة الطاهرين .
وظاهر الخبر أنّ كلّ من عدّه الإمام عليه السّلام داخل في الضّلال بالضّم والتشديد جمع الضالّ ، واستحقاق الجنة لعدم تماميّة الحجّة عليهم .
ويؤيّده ما في غيبة الشيخ قدّس سرّه في الصّحيح عن زرارة عن مولينا الصادق عليه السّلام قال : حقيق على اللَّه أن يدخل الضلَّال الجنة .
فقال زرارة كيف ذلك جعلت فداك ؟
قال : يموت الناطق ، ولا ينطق الصامت فيموت المرء بينهما فيدخله اللَّه الجنّة « 3 » .
على الأوّل لا إشكال فيه لإحراز الإسلام والإيمان ، وإن لم يكن على سبيل الكمال ، وعلى الثاني لعلّ المراد كونهم حينئذ من المستضعفين الَّذين لم يتمّ عليهم الحجّة في الدنيا بل يؤجّج لهم في البرزخ أو في الآخرة نار يمتحنون بها كغيرهم ممّن لم يتمّ عليهم الحجّة مثل الأطفال ، والمجانين ، والذي مات في الفترة بين النبيين والأبله ، والأصمّ والأبكم كما رواه في « المعاني » و « الخصال » بل في بعض الأخبار إطلاق الضلَّال على المخالفين مع تثليث القسمة .