ومنها كينونات الأشقياء والخبائث والكدورات والظلامات والظلمات في جميع العوالم والنشآت .
ومنها الاستدراج والإمهال في الدنيا لإبداء السرائر وكشف الضمائر ، وإن كان ذلك باستدامة النعمة والعافية .
ومنها الزواجر والعقوبات الدنيوية البرزخيّة والأخروية من سوء الموقف وسوء الحساب والنار أنواع العذاب المعدّة لهم فيها إلى غير ذلك ممّا هي آثار ولوازم وفروع لولاية أعداء الحقّ أعني الجبت والطاغوت والشياطين وحزبهم الظالمين كما في الزيارة الجامعة .
إذ المراد بالأولين الأولان ، وبالشياطين بنو أميّة قاطبة ومنهم الثالث ، وحزبهم أشياعهم وأتباعهم والراضين بفعالهم ، ممّن كان أو يكون إلى يوم القيمة ، فإنّ كينونات أصولهم أصل الغضب الَّذي هو تجوهر البعد من اللَّه سبحانه والمخالفة لإرادته ورضاه في الكينونة والكيفوفة ومراحل التكوين ومنازل التمكين ومراتب التشريع والتفريع ، وقد ظهر ممّا مرّ عموم « * ( الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ) * » كما هو قضيّة العرف واللغة لكلّ معاند للحق جاهد له قد سخط اللَّه عليه بإنكاره وعناده ونصبه وعداوته لأولياء الحق بلا فرق بين اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم من فرق الكفار بل وكذا المخالفين الَّذين هم يهود هذه الأمّة وأتباع عجلها وسامريّها فغضب اللَّه عليهم يمسخهم في الباطن ، وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شرّ مكانا من فرق الكفار الذين ليسوا من أهل الجحود والنصب والعداوة لولي الأمر وأضلّ عن سواء السبيل الذي هو ولاية مولينا أمير المؤمنين بل قيل : إنّ الغضب أشدّ من اللعنة فخصّ باليهود أشدّ عداوة لأهل الحقّ العاملة الناصبة الجاحدة المعاندة لأهل البيت عليهم السّلام وذرّيتهم وشيعتهم ومحبيهم فالغضب عليهم أشد وأغلظ .
ولذا ورد في النبوي على ما رواه في المجالس وتفسير العياشي عنه صلَّى اللَّه عليه وآله