responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 687


لنفسه اسما بل وصف العذاب بقوله : * ( وأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الأَلِيمُ ) * « 1 » فسبقت رحمته غضبه من وجهين بل من وجوه .
ولذا قال أبو الحسن موسى عليه السّلام : إنّ اللَّه جلّ ثناؤه خلق العقل وهو أول خلق خلقه اللَّه من الروحانيّين عن يمين العرش من نوره فقال له اقبل فاقبل ثمّ قال له أدبر فأدبر فقال اللَّه تعالى خلقتك خلقا عظيما وكرّمتك على جميع خلقي ، ثمّ خلق الجهل من البحر الأجاج الظلماني « 2 » .
ثمّ جعل لكلّ منهما جنودا من جملتها الرحمة والغضب « 3 » كما في الخبر وإن احتمل فيه أن لا يكونا بالمعنى الكلَّى الذي نحن بصدده فإنّ حقيقة الرحمة وأصله موافقة الرضا والمحبّة ومقام القرب خلقها اللَّه بنفسها لنفسها وخلق من أشعّة أنوارها كلّ خير حتّى الجنة وأهلها ومن فروعها الأنبياء والأولياء والصلحاء والأخيار والأبرار والملائكة والروحانيين وغيرهم من المقرّبين الذين فازوا بمقام القرب الَّذي هو حقيقة الرحمة ولذا عبر عنها بالولاية الكليّة المختصة بنبينا خاتم النبيّين وآله الطاهرين صلوات اللَّه عليهم أجمعين فإنهم حقيقة الرحمة ومقام المحبة وتمام النعمة ومن ثمّ أرسله اللَّه تعالى رحمة للعالمين وأكمل بوصيّه الدين المبين وجعل من فروعهم كلّ خير وبرّ من الأكوان والأعيان والكينونات التشريعيّة والتكوينيّة حتى الأخلاق والأحوال الحسنة والعبادات الواجبة والمندوبة وغيرها ممّا هو مقتضى الولاية الكليّة الَّتي عرضها اللَّه على جميع ذرأت العالم فما قبلها طاب وطهر ، وتكوّن على وفق مشيّته وإرادته ومحبّته ورضاه .


( 1 ) الحجر : 50 . ( 2 ) بحار الأنوار : ج 1 ص 109 ح 7 وص 158 ح 30 وج 78 ص 316 ح 1 باب مواعظ أبى الحسن موسى الكاظم عليه السّلام عن تحف العقول ص 383 . ( 3 ) ليس الغضب من جملتها ، نعم من جملتها ، الانتقام .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 687
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست