responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 66


إليهما ، ثم يفاض عليه القوّة السبعية والشهوية الفرجية ، فلا يزال مشغوفا مشتغلا بتحصيل أسبابها ، وقضاء ووطره منها ، مستعملا لجميع القوى والحواسّ الظاهرة والباطنة في التنعم بها وتمهيد ما يؤدي إليها ، والاحتيال بدفع من يزاحمه فيها من بني نوعه أو غيره ، فتصير جنود الجهل والشيطان مستولية على مملكة البدن ، مستعملة لجميع قواها وأدواتها في حظوظها العاجلة ومقاصدها الداثرة الفانية ، ثم يدخل عند البلوغ أو قبله سلطان العقل مملكة البدن ، على حين غفلة من أهلها ، ويسعى في إصلاحها وتسخير أهلها ويؤيده اللَّه تعالى بألوف من الملائكة مردفين ومسومين ، ويستمد الجهل من الشيطان بألوف من الشياطين فلا يزال يزيّن له العقل طريق الخير والهدى والجهل سبيل الغي والردى ، وتذكرة العقل باليقين الشهودي ، إذ قد عرفت أن اللَّه تعالى خلق الإنسان على هيكل التوحيد ، فإنه يحب الخير ويبغض الشر مع قطع النظر عن الدواعي الشهوانية والأغراض النفسانية التي هي في الحقيقة أمراض كسبية وأسقام اعتمالية ، ويذكره أيضا بالمواعيد الحقة الإلهية ، والتخويفات السماوية ، وبما هو محسوس مشاهد لكافة الأنام من فناء اللذات وبقاء الآثام ، ولا يزال يؤيّد بملائكة اللَّه الصافين والحافين عن يمين قلبه بإذن ربه .
وأما الشيطان فلمجانسة النفس الأمارة بالسوء وللجهل وجنوده وأحزابه قد تقرب إليه واستشرف عليه من كوّة الجهل وأيد بجنوده جنود الجهل ، فإن له سبعين جندا ، كما أن للعقل أيضا سبعين جندا ، فلا يزال يقرّب له الهوى ، ويزيّن له حب الدنيا ، ويأمره بالحوبة ، ويسوّف له التوبة ، ويرجّح عنده الشهوات العاجلة الفانية على السعادات الآجلة الباقية كما قال اللَّه سبحانه : * ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ والْبَنِينَ والْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ والْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ والأَنْعامِ والْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا واللَّه عِنْدَه حُسْنُ الْمَآبِ ) * « 1 » .


( 1 ) آل عمران : 14 .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست