ساحل البحر فقال زين العابدين عليه السّلام : إرجع أيّها الحوت إلى وكرك « 1 » واستوى الماء « 2 » . الخبر .
إلى غير ذلك من الأخبار الدالَّة على عرض ولايتهم على جميع الأنبياء والأوصياء والأمم ، بل وجميع الملائكة من العالين والكروبيّين والمقرّبين وغيرهم ، بل على جميع السماوات والأرض والنّجوم والعناصر والمياه والجبال وغيرها من الجواهر والاعراض ، فمن قبلها منها سعد ، وطاب ، وصفي ، ومن أنكرها أو تأمّل فيها أو لم يقم بوظائفها أو لم يحفظ حدودها أو قصر عن نيل مقام الإذعان والتصديق والاعتقاد بتفاصيلها شقي أو خبث أو ابتلى بالبلايا والرزايا على المراتب الَّتي لا يحيط بها الكلام ، بل لعلَّه لا يخطر تفاصيلها على الأفهام ، إلَّا أنّ المقصود الإشارة إلى نوع المراد ليصل الطالب إلى سبيل الرشاد ، وذلك أنّ مقتضى ولايتهم الَّتي هي من أشعّة أنوار كينوناتهم النورانيّة اللمعانيّة الَّتي هي نفس مشيّة اللَّه وإرادته ورحمته ومحبّته ورضاه وقربه وجواره أن يطاع اللَّه ولا يعصى في ملكه أبدا بأن لا يقع في ملكه من كلّ مخلوق في جميع الأزمنة والأمكنة إلَّا ما يوافق رضاه ومحبّته وإرادته ، لأنّ هذه صور أعمالهم وأفعالهم وأحوالهم وإرادتهم الفانية في إرادة اللَّه سبحانه ، فلا يشاؤن إلَّا ما يشاء اللَّه ، لاندكاك جبل إنيّاتهم ، فهم كالميّت بين يدي الغسّال ، وقلبهم بين إصبعين من أصابع الرحمن ، بل لا فرق بينه وبينهم إلَّا أنّهم عباده وخلقه ، فمن أشرق عليه من أنوار ولايتهم الكونيّة في صقع الرحمة الرّحمانية بأن تذوّتت إنّيته وحقيقته من فاضل أشعّة أنوار أجسادهم على حسب الاختلاف ، ومراتب القرب والبعد في ذلك ترشّحت عليه فضفاض من رشحات