responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 62


جملة العناصر أيضا ليسا بمشاهدين .
ومن الخامس : أن عدم التجانس ، وعدم المزاحمة في الحوائج واختلافها في كثير من الأمور ، واحتجاب كل منهما عن ملاقاة الآخر والانكشاف له كلما شاء ، وغير ذلك من الأمور التي اقتضتها العناية الربانية ، اقتضت سد أبواب الصداقة والعداوة بينهما إلا لبعض العوارض التي لا يقتضي المقام شرحها ، نعم ، من جملتها ما أوجب تسخيرها لسليمان على نبينا وآله وعليه السّلام ، وصرف نفر من الجن إلى نبينا صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم « 1 » ، وإسلام شيطانه على يديه « 2 » ، وإيمان هام بن هيم « 3 » ، وإيمان كثير


( 1 ) إشارة إلى الآية ( 29 ) من سورة الأحقاف وهي : * ( وإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوه قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ) * . قال الفيض في « الصافي » : سبب نزول هذه الآية أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم خرج من مكة إلى سوق عكاظة ومعه زيد بن حارثة يدعو الناس إلى الإسلام فلم يجبه أحد ولم يجد أحد يقبله ، ثم رجع إلى مكة فلما بلغ موضعا يقال له : وادي مجنة تهجد بالقرآن في جوف الليل فمر به نفر من الجن فلما سمعوا قراءته قال بعضهم لبعض : أنصتوا ! - يعني أسكتوا - فلما قضي أي فرغ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم من القراءة ولوا إلى قومهم منذرين . . . فجاؤوا إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، وأسلموا وآمنوا وعلمهم رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم شرايع الإسلام ، فأنزل اللَّه عزّ وجل على نبيه * ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّه اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ . . . ) * فحكى اللَّه عزّ وجل قولهم ، وولى عليهم رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم منهم وكانوا يعودون إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم في كل وقت فأمر رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم أمير المؤمنين عليه السّلام أن يعلمهم ويفقههم ، فمنهم مؤمنون وكافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس . ورواه أيضا في نور الثقلين : ج 5 / 18 ، ح 30 وص 20 ، ص 32 . ( 2 ) روى مسلم عن ابن مسعود أن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال : ما منكم من أحد إلا وكل له قرينه من الجن ، قالوا : وإياك يا رسول اللَّه ؟ قال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : وإياي إلا أن اللَّه أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني إلا بخير . - صحيح مسلم : ج 4 / 2162 ، ح 69 . ( 3 ) هام بن هيم : قصة لقائه الرسول صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم مروية في البحار : ج 63 / 83 ، ح 39 ، ورواه ابن حجر في « لسان الميزان » : ج 1 / 356 ، عن عمر ، قال : بينا نحن قعود مع النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم على جبل من جبال تهامة إذ أقبل شيخ وفي يده عصا فسلم على النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فرد عليه السّلام وقال : أنت من ؟ قال : أنا هامة بن الهيم بن لا قيس بن إبليس ، قال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : وليس بينك وبين إبليس إلا أبوان ؟ قال ك نعم ، قال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فكم أتى لك من الدهر ؟ قال : قد أفنيت الدنيا عمرها خلا قليلا ، ليالي قتل قابيل هابيل كنت أنا غلام ابن أعوام ، أفهم الكلام وأمر بالآكام ، وآمر بإفساد الطعام وقطيعة الأرحام ، فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : بئس عمل الشيخ المتوسم أو الشاب المتلوم ، قال : ذرني من التعذار فإني تائب إلى اللَّه إني كنت مع نوح في مسجده مع من آمن به من قومه فلم أزل أعاتبه على قومه حتى بكى عليهم وأبكاني . . . . إلى أن قال : فعلمه رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم سورة المرسلات ، وعم يتساءلون ، وإذا الشمس كورت ، والمعوذتين وقل هو اللَّه أحد . . . إلخ .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست