فأجابه .
وهذا غير منكر في العقول ولا مضادّ للشرع المنقول وقد رواه الصالحون الثقات المأمونون وسلَّم لروايته طائفة الحق ولا طريق إلى إنكاره . » انتهى .
فانظر كيف اضطره صحّة الخبر إلى حمله على ما يقطع بفساده من له أدنى اطَّلاع باخبار الباب ، وليت شعري ما المانع من حمل هذه الأخبار على ظواهرها ؟
وما الصارف عنها إلى مثل هذه المحامل ، ولعلّ هذا كلَّه ناش عن الاستيناس بأصول غير مؤسّسة كلامية عامية ، ولذا ليس عندهم للإمام فضل على غيره من الأنام إلَّا في قليل من العلوم المتعلَّقة بالأحكام ، ويتحاشون عن إثبات ما تقتضيه العصمة والولاية في الأمور التشريعية ، فضلا فتبعهم من ليس منهم غفلة عن حقيقة الحال ، حتّى أنكروا كون النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم والأئمّة عليهم السّلام حجّة للَّه على جميع ما خلق ، مع أنّهم بهم فتح اللَّه وبهم يختم ، وبهم ينزل الغيث ، وبهم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلَّا بإذنه ، طأطأ كلّ شريف لشرفهم ، وبخع كلّ متكبّر لفضلهم ، وذلّ كلّ شيء لهم ، وأشرقت الأرض بنورهم ، وفاز الفائزون بولايتهم ، وقد أخذ اللَّه ميثاق ولايتهم على جميع الأنبياء والأوصياء والشهداء والصدّيقين والصالحين ، والملائكة المقربين ، والخليل لمّا عهدوا منه الوفاء ألبسوه حلَّة الاصطفاء ، وروح القدس في الجنان الصاقورة ذاق من حدائقهم الباكورة ، وبهم ابتلى من ابتلى من الأولين والآخرين ، ونجا من نجا وهلك من هلك ، ما من مولود يولد ولا أحد يموت ويبعث إلَّا بحضورهم وبابيتهم ووساطتهم وهم الحجج على العوالم لاثني عشر ألف عالم كلّ عالم أكبر من السماوات والأرض أو الألف ألف عالم وألف ألف أدم ، ولا يكون الحجّة على قوم إلَّا من يعلَّمهم ويشهدهم ، فهم يد اللَّه الباسطة ، وقدرته القاهرة ،
