responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 593


ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره ، وفعلهم فعله ، وكلّ ما يأتونه منسوب إليه ، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت ، وفعل ملك الموت فعل اللَّه لأنّه يتوفّى الأنفس على يد من يشاء ويعطى ويمنع ويثيب ، ويعاقب على يد من يشاء وإنّ فعل أمنائه فعله كما قال تعالى : * ( وما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّه ) * « 1 » . « 2 » إلى أن قال عليه السّلام .
وأمّا ما أراك من الخطاب بالانفراد مرّة وبالجمع أخرى ، من صفة الباري جلّ ذكره فان اللَّه على ما وصف به نفسه بالانفراد والوحدانية هو النور الأزلي القديم الذي ليس كمثله شيء لا يتغير ، ويحكم ما يشاء ويختار ولا معقب لحكمه ، ولا رادّ لقضائه ، ولا ما خلق زاد في ملكه وعزّه ولا نقص منه عالم يخلقه ، وإنّما أراد بالخلق إظهار قدرته وإبداء سلطانه ، وتبين براهين حكمته ، فخلق ما شاء كما شاء ، وأجرى فعل بعض الأشياء على أيدي من اصطفى من أمنائه ، وكان فعلهم فعله ، وأمرهم أمره كما قال : * ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّه ) * « 3 » .
وجعل السماء والأرض ووعاء لمن شاء من خلقه ليميّز الخبيث من الطَّيب ، مع سابق علمه بالفريقين من أهلها ، وليجعل ذلك مثالا لأوليائه وامنائه ، وعرّف الخليقة فضل منزلة أوليائه ، وفرض عليهم من طاعتهم مثل الذي فرضه منها لنفسه ، وألزمهم الحجّة بأن خاطبهم خطابا يدلّ على انفراده وتوحده وبأنّ له أولياء تجري أفعالهم وأحكامهم مجرى فعله ، فهم العباد المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ، وهم الذين أيّدهم بروح منه ، وعرّف الخلق اقتدارهم على علم الغيب ، بقوله : * ( عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِه أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ


( 1 ) الإنسان : 30 - التكوير : 29 . ( 2 ) بحار الأنوار : ج 93 / 108 - 109 عن الإحتجاج . ( 3 ) النساء : 80 .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 593
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست