بفسادها إذا غاية ما استدلَّوا به أنها لو كانت موجودة فإن كانت أجساما غليظة كثيفة لرآها كل سليم الحس ، وتجويز عدم رؤيتها حينئذ سفسطة محضة ، كتجويز أن يكون بحضرتنا جبال شاهقة وبحار غامرة لا نراها .
وإن كانت لطيفة لتلاشت وتمزقت بأدنى قوة فضلا من أن تقاوم المصادمات القوية ، أو تقدر على الأعمال الشاقة التي ينسبها إليها مثبتوها .
وأن وجودهم مع ما نسب إليهم يرفع الوثوق بالمعجزات لجواز استناد كل من المعجزات إليهم ، سيّما مع إيحائهم إلى أوليائهم ، وانفتاح باب الكهانة .
وأن كثيرا ممن ادعى علم العزائم ومشاهدة الروحانيّين بعد أن تابوا كذّبوا أنفسهم فيما نسبوا إليهم .
وأن الآثار المنسوبة إلى الجن والشيطان إذا تأمّلتها وجدتها راجعة إلى