responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 539


ولِذلِكَ خَلَقَهُمْ ) * « 1 » .
فإذا عمّهم اللطف المقرّب إلى الطاعة المبعّد عن المعصية فليس للناس على اللَّه حجّة بعده ، لكنّه قد يخصّ من يعلم أنّه يطيع باختياره لمجرّد اللَّطف السابق ببعض الألطاف الذي ليس بواجب عليه كي يوجب زيادة تقريبه إلى الطاعة لما يعلم من نيّته بامتثال ما يرد عليه من الأوامر وإن لم يتفضل عليه بهذا القسم من اللطف ، كما أنّه يوكل من يعلم منه المعصية باختياره وإرادته إلى ماهيّا له من اللطف الذي معه إتمام الحجّة وإبلاغ المعذرة من دون أن يتفضّل عليه بالقسم الآخر من اللطف .
ولذا ربما يمثّل لذلك بمولى له عبدان ، أحدهما سلس القياد ، طيّب السريرة ، جميل السيرة ، مطيع لمولاه ، والآخر عاص معاند خبيث الباطن كثير المخالفة لمولاه ولكنّهما مشتركان في القدرة على كلّ من الفعل والترك ، من دون أن يكون هناك شيء يوجب شيئا من الطرفين على أحد العبدين على وجه الإلجاء والاضطرار ، ثمّ إنّ المولى أمرهما بأمر من أوامره ، وقدّم إليهما الوعد والوعيد ، ثمّ تلطَّف في الخلوة إلى الَّذي هو أحبّ إليه عن الآخر لحسن سيرته وطيب سريرته بالرفق والرأفة ، والعطية الخاصّة الموجبة لمزيد رغبته في الامتثال ، ولم يفعل ذلك بالنسبة إلى الآخر ، فامتثل الأوّل وخالف الآخر ، فأحسن إلى المطيع لعمله ، ووفي له بوعده ، وأدّب العاصي وزجره لمخالفته ، فلا ريب أنّ مثل هذا المولى موصوف بالعدل والفضل ، ولا ينسب إليه شيء من الظلم والقبح .
فإن قلت : ما السبب في هذا اللطف الخاصّ بالنسبة إلى العبد الأوّل ، وما المرجّح الَّذي خصّه به مع أنّ العاصي كان أولى به .
قلت : إنّ هذا تفضّل من اللَّه ، واللَّه يختصّ برحمته من يشاء ، والمفروض أنّ


( 1 ) هود : 118 .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 539
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست