وثالث : بالمعرّف باللَّام فقط أينما وقع .
ورابع : عدم الإشمام مطلقا .
قالوا : والأصل فيه السين من قولهم : سرط الطعام ، إذا ابتلعه ، ومسرّط الطعام لممرّه ، واليسير طواط للفالوذج ، والسرواط بالكسر للأكول ، وسرطة كهمزة : سريع الابتلاع ، في المثل : الأخذ سرّيطي والقضاء ضرّيطي ، بالضمتين ، ثم المشدّدتين المفتوحتين ، أو بالكسرات ، وفيهما لغات أخر ، أي يأخذ الدين فيبلعه ، فإذا طولب للقضاء أضرط به ، قال في القاموس : السراط بالكسر السبيل أو الطريق الواضح ، لأنّ الذاهب فيه يغيب غيبة الطعام المسرّط .
والصاد أعلى المضارعة والسين الأصل .
وقول من قال بالزاي المخلَّصة خطَّا خطأ .
قلت : ولعلّ الاقتصار على الأوّل أولى ، ولذا قيل : إنّ الصراط ، والسبيل ، والطريق ، والسرب ، والشعب للمطلق ، والمنهج ، والمنهاج ، والمرصد ، والمرصاد ، والشارع والجادّة ، واللقم ، والحجّة للواضح ، وعلل التسمية مضافا إلى ما ذكره بوجه آخر ، وهو أنّ السابلة تسرط الطريق أي تبتلعه بقطعه ، فهم يسترطون السبيل ، أو هي تسترطهم ، كما يقال : أكلته المفازة إذا أضمرته وأهلكته ، وأكل المفازة إذا قطعها ، بل يجرى الوجهان في اللقم والملتقم ، والمراد بالمضارعة الَّتي علَّل بها علو الصاد مع الأصل السين مطابقتها للطاء في الاستعلاء والاطباق مع مناسبتها للسين الَّتي هي الأصل في الهمس واتحاد المخرج .
مضافا إلى كراهتهم للجمع بين السين الموصوفة بالسكون والتسفل والرخاوة والهمس والانفتاح والطاء المتصفة بأضداد تلك الصفات من الغلظة والاستعلاء والشدّة والجهر والإطباق ، ولذا ربما اطرد بعضهم ذلك في مثل يبسط وسيطر ، بل في كلّ كلمة اجتمعتا فيها ، ورام بعضهم زيادات المجانسة فضارع الصاد الزاي ،