responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 500


المكلَّف فيه ناظرا إليه فهو غائب من الأوّل ، والأوّل غائب عنه ، وإن لم يكن الحجاب عنه إلَّا التطورات الوجوديّة الثّابتة النّاشية في هذا العالم ، وإنّ فيه تعليما له لتحقيق مسلك التّوحيد والخروج عن ربقة التّقليد والتّحقّق بحقيقة العبادة والفوز بشهود المعبود الَّذي هو تمام السّعادة وذلك إنّ اللَّه سبحانه لم يخلق الجنّ والإنس إلَّا للعبادة الَّتي لا بدّ فيها من معرفة المعبود كي يستقيم التّوجّه إليه بعين الشّهود والسّبيل العاري عن شوب التقليد إلى معرفة المعبود للعامة إنّما هو ملاحظة الآيات الآفاقيّة والأنفسيّة ولذا قال : * ( سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الآفاقِ وفِي أَنْفُسِهِمْ ) * « 1 » ، * ( الآية وفِي الأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ وفِي أَنْفُسِكُمْ ) * « 2 » .
وقال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : من عرف نفسه « 3 » ، وأعرفكم بنفسه « 4 » إلى غير ذلك .
فالعابد الدّاعي لمّا أراد التّوجّه إليه بالعبادة والدّعاء الَّذي هو مخّها وحقيقتها ، نظر بقلبه إلى العالم بجميع أجزائه وجزئيّاته فرأى فيه آثار الألوهيّة ومراتب الرّبوبيّة ، والرّحمة الكلَّية التّامّة العامة الواسعة ، والخاصّة المكتوبة المقتضى كلّ ذلك نظرا إلى العدل وإتمام الدّورة لانشاء النشأة الآخرة ، فلمّا انتقل من البرهان إلى العيان تحوّل من الغياب إلى الخطاب ، فالتّمجيد الَّذي من أوّل السّورة إلى هنا كأنّه ليس حمدا للثّابت بل إثباتا للمحمود .
وهذه الوجوه وإن اشتمل بعضها على ضعف أو تكرار ، إلَّا أنّه لا بأس بالالتفات إليها للتّأدّب بآداب العبوديّة بين يدي اللَّه سبحانه وإن كانت بمراحل عمّا هو المقصود بالذّات من الالتفات .


( 1 ) فصّلت : 53 . ( 2 ) الذاريات : 20 - 21 . ( 3 ) عوالي اللئالي ج 4 / 102 ح 149 . ( 4 ) معارج اليقين للسبزواري ص 35 ح 12 .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 500
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست