بعدها من اللَّواحق ، ولعلَّه أيضا مراد من سمّاه سلَّم اللَّسان حيث إنّه سبب التمكّن اللَّسان من التّلفظ بها عند إرادة تقديمها على الفعل أو تأخيرها عن إرادة الاستثناء والتفكيك بين حالتي الاتّصال والانفصال بالإعمال والإهمال لا يخلو عن شوب الإشكال ، وعلى كلّ حال فيتوصل بالعماد إلى التكلَّم بهذه الضّماير عند إرادة تقديمها على الفعل كما في المقام أو الفصل بالاستثناء نحو ما أردت إلَّا إيّاك أو العطف نحو ذكرتك وإيّاه أو التكرار نحو : أدعوك وإيّاك أو لضرورة الشّعر .
وممّا يؤيّد ما ذكرناه ما ذكره الجوهري حيث قال : إنّه اسم مبهم ويتّصل به جميع المضمرات المتّصلة للنّصب نحو : إيّاي وإيّاك وإيّاه وإيّانا ، وجعلت الكاف والياء والهاء بيانا عن المقصود ليعلم المخاطب من الغايب ، ولا موضع لها من الإعراب ، فهي كالكاف في ذلك وأرأيتك وكالألف والنون الَّتي في أنت ، فيكون إيّا الاسم وما بعدها للخطاب « 1 » .
وفي القاموس ما يقرب منه وصرّح فيه بانّ إيّا بالكسر والفتح ، وأنّ همزته تبدل هاء وتارة واوا ففيه ستّ لغات وقد قرئ في المقام بأربعة منها ، وهي ما سوى الواو مكسورة ومفتوحة لكنّ الثلاثة غير الأولى من الشواذّ .
وقرئ بكسر النّون في الفعلين ( أي نعبد ونستعين قيل : وهي لغة بنى تميم فإنّهم يكسرون حرف المضارعة سوى الياء إذا لم ينضم ما بعدها ، فإن انضمّ ما بعدها كتقوم لم تكسر لثقل الانتقال عن الكسر إلى الضّم .
وفي الكشّاف قرأ ابن حبيش « 2 » نستعين بكسر النّون .