محمد بن سيرين من أنه كان يتعوذ بعد القراءة « 1 » ، بل ربما يحكى عن النخعي « 2 » ، وداود الأصفهاني أيضا ، لكونها شرط المطلوبية في ظاهر الآية وهو متقدم على المشروط .
وفيه أن المراد إرادة القراءة فوضعوا الفعل مقام إرادته والتهيؤ له ، على حد قوله : * ( إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ ) * « 3 » وإذا لقيت العدو فخذ سلاحك ، ويعضده تظافر الروايات من الخاصة والعامة على تقديمه ، كالمروي عن أبي سعيد الخدري « 4 » عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم أنه كان يقول قبل القراءة : « أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم » « 5 » .
بل في تفسير العسكري عليه السّلام وغيره ما يدلّ على تفسير الآية بهذا الوجه أيضا ، قال : وأما قوله الذي ندبك اللَّه وأمرك به عند قراءة القرآن : أعوذ باللَّه ، الخبر بطوله « 6 » .